سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تسليط الضوء بلشبونة على الإنجازات التي حققها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة بنيعيش: المملكة نفذت مجموعة من الإصلاحات الرامية إلى تحديث البلاد ورفعها إلى مصاف الأمم الكبرى
جرى٬ أول أمس الاثنين، بلشبونة٬ إبراز الإنجازات التي حققها المغرب والإصلاحات السياسية العميقة والسوسيو- اقتصادية التي نهجتها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وذلك في إطار الندوة الافتتاحية الأولى لمعهد "ابن المكنى" المخصصة للمغرب. وقالت سفيرة المغرب بالبرتغال٬ كريمة بنيعيش٬ بهذه المناسبة٬ "إن المغرب شريك يتقدم باستمرار بفضل الإصلاحات المتعددة التي تشهد على دينامية غير مسبوقة، والتي تجري تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ في سياق إقليمي ودولي يتميز بسلسلة من المتغيرات". وأضافت الدبلوماسية المغربية أن المملكة٬ كانت٬ حتى قبل مجيء الربيع العربي٬ رائدة في مجموعة من الإصلاحات التي سمحت لها بالحصول على الوضع المتقدم في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وكانت، أيضا، أول دولة غير أوروبية تنضم٬ في يوليوز 2009، إلى مركز شمال جنوب لمجلس أوروبا٬ مضيفة أن المغرب٬ الذي استفاد برلمانه٬ في يونيو ٬2011 من وضع شريك من أجل الديمقراطية٬ تم أيضا، انتخابه عضوا غير دائم بمجلس الأمن، كما ترأس الاتحاد البرلماني الدولي. وذكرت بنيعيش أن المغرب الذي لديه تاريخ ضارب في القدم يتميز بالاستمرارية داخل نظامه السياسي٬ نفذ مجموعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الرامية إلى تحديث البلاد ورفعها إلى مصاف الأمم الكبرى٬ مؤكدة أن تولي جلالة الملك محمد السادس الحكم أعطى نفسا جديدا في صيرورة إصلاح وتحديث البلاد٬ التي تعكس صورة ورش إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة. وقدمت السفيرة المغربية عرضا مفصلا حول الإنجازات الديمقراطية المحققة في المملكة٬ متوقفة٬ بالخصوص٬ عند الدستور الجديد الذي٬ حسب الدبلوماسية المغربية٬ جاء ليتوج أزيد من عقد من أوراش الإصلاحات الكبرى٬ والانفتاح السياسي المهم٬ والتنمية الاقتصادية المستدامة والتقدم الاجتماعي المهم. وأكدت أن المغرب حقق إنجازات غير مسبوقة في المنطقة٬ لاسيما في مجال الانتقال نحو الحداثة والديمقراطية عبر تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وتوسيع حقل المشاركة والنهوض بالحريات العامة وتحرير المشهد السمعي البصري وتحديث القضاء والنهوض بوضعية المرأة وإعادة هيكلة الحقل الديني وبروز مجتمع مدني دينامي وتعزيز الديمقراطية المحلية عبر الجهوية الموسعة. وأكدت بنيعيش أن هذه الإنجازات ما كان ليكون لها أثر حقيقي ورسوخ تام دون سياسة اقتصادية إرادية أيضا٬ مشيرة إلى أن الاختيارات التي جرى تحديدها في هذا الإطار مكنت المملكة من ميزات مهمة٬ سيما مجموعة من البنيات التحتية الجيدة٬ وإطار تحفيزي للاستثمارات٬ واستراتيجيات للتنمية الاقتصادية القطاعية بعيدة المدى. وقالت إن للمغرب ميزات عديدة تؤهله ليصير أرضية ملائمة للقيام بشراكة اقتصادية٬ وتسريع٬ من ناحية أخرى٬ تنميته الاجتماعية بهدف مضاعفة نمو البلاد ورفع مستوى عيش المغاربة. وبالموازاة مع هذه الإنجازات٬ تضيف الدبلوماسية المغربية٬ قام المغرب منذ 2005، بتنمية اجتماعية في إطار رؤية شاملة يسهم فيها مختلف الفاعلين المعنيين٬ مبرزة في هذا الإطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ والتي تعد إطارا وطنيا مرجعيا لمحاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي٬ حيث تضع المواطن في صلب الجهود المبذولة للتنمية وتشكل قطيعة مع المنهجيات السابقة للتنمية البشرية. وأكدت أنه بفضل هذه المبادرة الجريئة٬ والإصلاحات العميقة والمخططات القطاعية والأوراش المهيكلة التي تواكبها٬ حقق المغرب إنجازات مهمة في تجسيد أهداف الألفية للتنمية٬ بالخصوص، ما يخص محاربة الفقر والتهميش وتحسين ظروف عيش السكان الحضريين والقرويين. وأكدت سفيرة المغرب من ناحية أخرى أن المغرب عازم على المضي قدما في تعزيز علاقاته مع البرتغال واستغلال كل فرص التعاون لجعل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين نموذجا للنمو المتبادل٬ وأرضية متينة للاستثمار٬ والإنتاج والتصدير٬ منفتحة على محيطها الإقليمي والدولي. واعتبرت بنيعيش أن "العلاقات السياسية الممتازة بين بلدينا٬ والدينامية الحالية التي تشهدها علاقتنا الاقتصادية والثقافية٬ لا يجب أن تنسينا الحاجة المحلة إلى تعميق هذه الروابط بما يصل إلى مستوى التكامل بفضل والإمكانات التي يتمتع بها البلدان". من جانبه٬ قال مدير معهد "ابن المكنى"٬ دياس فارينها٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أنه وقع الاختيار على المغرب لتدشين دورة المحاضرات المبرمجة هذا العام بالنظر إلى العلاقات الممتازة التي تجمع البلدين وروابط الصداقة العريقة التي توحد الشعبين. وأضاف فارينها٬ الذي يعمل جاهدا للتعريف بالثقافة والحضارة الإسلامية في بلاده والروابط التاريخية العريقة البرتغالية المغربية٬ أن "المغرب بلد جار وصديق٬ نتشارك معه تاريخا وإرثا وعلاقات نود تعزيزها بشكل أكبر". وشارك في هذه الندوة٬ على الخصوص٬ الأمير دوم دورتي دو براغانسا٬ ورئيس الجمعية التاريخية واستقلال البرتغال٬ خوسي ألاركاو تروني٬ ورئيس المعهد البرتغالي العربي للتعاون٬ مانويل بيشيرا٬ ومجموعة من السفراء العرب المعتمدين بلشبونة٬ ووزراء سابقون، بالإضافة إلى عمداء وأساتذة جامعيين.