قال رئيس مؤسسة الأطلس الكبير، جايسون يوسف بن ماير، إن النموذج الجديد للتنمية الجهوية للأقاليم الجنوبية٬ الذي جاء مفصلا في الورقة التأطيرية التي قدمت الأسبوع الماضي، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يعد "مبادرة تقدمية" تروم تسريع مسلسل الإصلاحات، الذي انخرطت فيه المملكة تحت قيادة جلالة الملك. وأعرب بن ماير٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ عن اعتقاده بأن "النموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية يعد خطة تقدمية، بالنظر إلى كونه يستجيب لحاجيات التنمية المستدامة للسكان المحليين وفقا لرؤية تشاركية واسعة النطاق تحترم خصوصيات المنطقة". وبالنسبة إلى هذا الباحث في علم الاجتماع، والعضو السابق في المعهد الأمريكي للدراسات المغاربية٬ فإن المخطط يتوفر على كافة مقومات النجاح٬ والمتمثلة في "مشاركة نشطة للنسيج الاجتماعي والاقتصادي بالمنطقة"٬ و"تثمين الثروات المحلية لفائدة سكان الأقاليم الجنوبية"٬ أو "تنفيذ مشاريع محددة تستجيب لخصوصيات وحاجيات المنطقة". وأضاف رئيس مؤسسة الأطلس الكبير٬ وهي منظمة لا تسعى إلى الربح أسسها سنة 2000 متطوعون سابقون في هيئة السلام٬ أن هذه العناصر "تندرج ضمن المسار الطبيعي للأوراش الاقتصادية والاجتماعية المهمة، التي انخرطت فيها المملكة"، منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش. وذكر بن ماير بمختلف المبادرات التي أطلقتها المملكة بهدف إرساء دينامية تنموية شاملة٬ مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها جلالة الملك في 18 ماي 2005، أو مشروع الجهوية الموسعة الذي تضمنه الخطاب الملكي ل 3 يناير 2010، مؤكدا أن الرؤية المتضمنة في الورقة التأطيرية التي قدمها رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، شكيب بنموسى٬ "تعد نموذجا جديرا بالتعميم على جميع جهات المملكة". وبالنسبة إلى هذا العضو السابق بهيئة السلام٬ فإن النموذج الجديد للتنمية "يستلهم من مجموعة من العناصر المتضمنة في مختلف نماذج اللامركزية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية للخروج برؤية فريدة، حيث يكون بمقدور الإدارات الجهوية والمدنية ورؤوس الأموال الخاصة تنفيذ مشاريع محددة في مجال تنمية جماعات وسكان الأقاليم الجنوبية". وأضاف رئيس هذه المؤسسة٬ التي تتوفر على مكتب في نيويورك٬ أن هذا المخطط التنموي يدمج مختلف الفاعلين من أجل دعم التنمية الجماعية. وفي المقابل تركز نماذج أخرى فقط على تقوية قدرات السلطات المحلية٬ كما كان هو الحال في غانا وكوت ديفوار والبرازيل٬ مشيدا بالجانب الإبداعي في الورقة التأطيرية المغربية. وخلص إلى أن المغرب يجمع وبطريقة إبداعية هذه النماذج من أجل الخروج برؤية شاملة تتماشى والأوراش الكبرى المهيكلة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال العقد الأخير.