أكد بيتر فام٬ مدير مركز ميكاييل أنصاري التابع لمجموعة التفكير الأمريكية "أطلانتيك كاونسيل"٬ أن "النموذج الجديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة٬ الذي يقدمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ ينم عن "حس قيادي ملكي متبصر متجه نحو المستقبل وأيضا دليل على مصداقية وجدية المقترح المغربي للحكم الذاتي في هذا الجزء من المملكة". وقال فام٬ في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "هذا النموذج الجديد للتنمية يعكس القيادة المتبصرة لجلالة الملك٬ ويعطي مصداقية أكبر للمقترح المغربي للحكم الذاتي٬ ويدشن لمرحلة متقدمة جدا في مسلسل الإصلاحات والتنمية على جميع المستويات بهذا الجزء من المملكة٬ في إطار مندمج". واعتبر فام، الذي يتوفر على العديد من الأعمال الجيو استراتيجية حول إفريقيا والمنطقة المغاربية والساحل الإفريقي٬ أن المغرب يتميز٬ شأنه في ذلك شأن الولايات المتحدة٬ بتنوع مجالي كبير"٬ مبرزا الدينامية التي يمكن أن يخلقها هذا النموذج التنموي٬ خصوصا، في مجالات الصيد البحري٬ والفلاحة٬ والطاقات المتجددة٬ إلى جانب القطاعات ذات القيمة المضافة المرتفعة. على صعيد آخر٬ قارن بيتر فام بين "الدينامية التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، حيث يتمتع السكان بفرص المشاركة في بناء اقتصاد تنافسي، وكذا في تدبير شؤونها الذاتية٬ والوضع المقلق الذي يعيشه السكان المحتجزون في مخيمات تندوف٬ جنوب غرب الجزائر٬ حيث القمع والفكر الأحادي يجعلان هؤلاء المحتجزين عرضة للاستقطاب من قبل الجماعات الإرهابية بهذه المنطقة". وقال "عندما جرى حرمان سكان مخيمات تندوف بأكملها من إمكانية التمتع بحرياتهم الفردية أو أي سياسات أساسية أو فرص اقتصادية٬ فإننا سننتهي إلى خلق طبقة أكثر عرضة للتطرف". واعتبر الخبير الأمريكي أن "هذه المقاربة الجديدة لتنمية الأقاليم الجنوبية تشكل حقا نموذجا لبلدان المنطقة والساحل٬ حيث تعتبر أفضل وسيلة للقضاء على المتشبعين بالأفكار المتطرفة". وشدد على أنه حان الوقت للمساءلة حول مصير سكان مخيمات تندوف بهدف تمكينهم من التمتع بالفرص الاقتصادية وحرية التجول ليتمكنوا من العودة إلى المغرب٬ ومن ثمة وضع حد لنزاع مفتعل عمر طويلا". وخلص فام إلى أن تسوية من هذا القبيل ستمكن بلدان المنطقة من إقامة تعاون مندمج وفتح فضاءات اقتصادية بين بلدان المغرب العربي والمناطق المجاورة.