دشن لاعبو فريق المغرب الفاسي السنة الجديدة بفوز ثمين على حساب الجيش الملكي، مساء أول أمس الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الخامسة عشرة والأخيرة من ذهاب البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم. مباراة بين الجيش الملكي والمغرب الفاسي عاد الفريق الفاسي ليكرر سيناريو فاتح يناير 2012، عندما تخطى حاجز الفريق العسكري، غير أن الفارق الوحيد كان هو إحراز الضيوف هدفا في مرمى الفاسيين، خلال السنة الماضية (1-2)، بينما عجزوا عن ذلك هذه المرة (0-2). وأمام عدد من الغيابات الاضطرارية، أبرزها المهاجم عبد الهادي حلحول، الذي جمع أربعة إنذارات، اضطر المدرب الجزائري عز الدين أيت جودي إلى إدخال بعض التعديلات على تشكيلة الفريق الفاسي، في حين أن عبد الرزاق خيري، مدرب فريق الجيش الملكي، اعتمد على المجموعة التي حققت الفوز على حساب أولمبيك خريبكة، يوم الجمعة الماضي، على أمل تحقيق فوز جديد وتقوية حظوظ التتويج بلقب الخريف. ومع انطلاق الشوط الأول، لم ينتظر الفريق الاصفر طويلا لإحراز هدف السبق، إذ تمكن اللاعب يوسف العياطي من استغلال ثاني فرصة تتاح لفريقه، في الدقيقة السادسة، وتحديدا من ضربة زاوية، وهزم الحارس علي لكروني، ليشعل بذلك فتيل الاحتفال المبكر في المدرجات، التي استضافت أعدادا قليلة من أنصار الفريقين. وتواصلت المحاولات الهجومية من الطرفين، إذ كان الفاسيون يطمحون إلى مضاعفة النتيجة، في حين بحث العسكريون عن هدف التعادل، غير أن الكلمة الأخيرة كانت للاعبي الدفاع، الذين تألقوا بشكل لافت على حساب المهاجمين، علما أن الحارس الدولي أنس الزنيتي وقف سدا منيعا في وجه محاولات العسكريين، وإليه يرجع الفضل في الحفاظ على نظافة الشباك الصفراء. وأكيد أن الزنيتي، وكذا زميله عبد اللطيف نصير، اللذين رافقا المنتخب الوطني في رحلته إلى جنوب إفريقيا، للاستفادة من معسكر تدريبي دولي قبل المشاركة في النهائيات الإفريقية، يتمتعان بمعنويات عالية، بعد التوقيع على مباراة كبيرة، وإنهاء الشطر الأول من الموسم على نحو جيد، أسعد كل أنصار الماص. بعد فترة الاستراحة، حاول العسكريون استعراض فنياتهم وبحثوا عن بلوغ مرمى الزنيتي عدة مرات، دون أن يتحقق لهم ذلك. وكانت أبرز المحاولات من تسديدة للبديل مصطفى اليوسفي، لكنها مرت جانبية من مرمى الماص، في حين اعتمد أيت جودي، مدرب الماص، على أسلوب دفاعي، مع التركيز على الهجومات المرتدة، خصوصا بعدما عمد إلى تعزيز خط الوسط، عبر إشراكه البصري بدل ديالو، ومالكويت بدكان العياطي. ومن هجوم مرتد، حصل أصحاب الأرض على ضربة خطأ نفذها بنجاح اللاعب عبد الرحمان مساسي، محرزا الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 66، الذي كان بمثابة ضربة قاضية أسقطت الضيوف، الذين عجزوا بعدها عن الوقوف. وبعد انتهاء المباراة، أهدى ايت جودي هذا الفوز للجمهور الماصاوي، الذي حج إلى ملعب فاس، رغم برودة الطقس وتساقط الأمطار، وأكد في تصريح بالمناسبة أن المباراة كانت مفتوحة على كل الاحتمالات، وكان بإمكان أي فريق وفي أي وقت ممكن أن يزور شباك منافسه، مضيفا أن الخوف من الإخفاق مجددا نال من بعض عناصر الماص، غير أنه حرص على الرفع من معنويات الأسماء المتمرسة، الذي نجحت في التوقيع على مباراة كبيرة. واعتبر ايت جودي أن 3 نقاط أمام الجيش أفضل نتيجة يمكن لفريقه أن ينهي بها صراع الشطر الأول من الموسم. من جانبه، هنأ عبد الرزاق خيري فريق الماص على نتيجة الفوز الذي اعتبره مستحقا، واصفا المباراة بأنها الأسوأ للاعبيه، منذ إشرافه على تدريبهم، مضيفا أنه تقبل هذه الهزيمة بروح رياضية، ومؤكدا أن لاعبيه لن يتأثروا معنويا. كما أبدى سعادته، لأن فريقه أنهى شطر الذهاب في مركز متقدم برصيد 29 نقطة. بعد هذا الفوز، وهو الخامس، مقابل تسعة تعادلات، وهزيمة واحدة٬ رفع الفاسيون رصيدهم إلى 24 نقطة، وعادوا مجددا للانضمام إلى كوكبة الأسماء المرشحة للتنافس على اللقب. يذكر أنه جرى تقديم هذه المباراة إلى أول أمس الثلاثاء، حتى يتمكن اللاعبون أنس الزنيتي وعبد اللطيف نصير (المغرب الفاسي) ويوسف القديوي وعبد الرحيم الشاكر (الجيش الملكي)٬ من الانضمام إلى وفد المنتخب الوطني المغربي٬ الذي رحل، أمس الأربعاء، إلى العاصمة الفرنسية باريس، قبل التوجه صوب جوهانسبورغ، للاستفادة من معسكر تدريبي، تحضيرا للدورة 29 من نهائيات كأس إفريقيا للأمم٬ المقررة بجنوب إفريقيا٬ ما بين 19 يناير الجاري و10 فبراير المقبل.