بعد عودته بنقطة ثمينة من تطوان، حيث تعادل أمام المغرب التطواني بهدف لمثله، بعدما كان متقدما في النتيجة، يعود فريق المغرب الفاسي ليحقق فوزا هاما أمام الجيش الملكي بهدفين دون مقابل، برسم الدورة الأخيرة من لقاءات الذهاب. اللقاء الذي قاده باقتدار الحكم رضوان جيد، من عصبة سوس، والذي دخله كلا الفريقين رافعين لشعار الانتصار. فالمغرب الفاسي، الذي غابت عنه الانتصارات لمدة خمس مقابلات، راهن على الفوز لتحقيق التصالح مع جماهيره، في الوقت الذي كان الجيش يتطلع إلى الظفر بثلاث نقط، للفوز ببطولة الخريف. لكن المقابلة - في مجمل أطوارها - كان لها رأي آخر. حيث أعلنت الدقيقة السابعة من اللقاء عن هدف السبق للمغرب الفاسي، من خلال زاوية وجدت رأسية اللاعب العياطي، الذي حولها إلى هدف حرك الآلة الهجومية للجيش الملكي للبحث عن هدف التعادل، خاصة بواسطة اللاعب جنيد، الذي ناور من كل الجهات، لكن الحارس أنس الزنيتي، والدفاع الفاسي بقيادة سمير الزكرومي حالا دون ذلك. وطالبت العناصر الفاسية بضربة جزاء بعد إسقاط لاعب خط وسط الميدان، محمد علي بامعمر، غير أن الحكم رفض ذلك، ليتواصل الاندفاع الفاسي نحو مرمى الحارس علي لكروني، لكنه اندفاع كان سلبيا في أكثر من مناسبة، حيث ضيع العديد من الفرص السانحة للتسجيل. وفي المقابل، كان في إمكان الفريق العسكري تحقيق نتيجة التعادل لولا تسرع هجومه، إضافة لتدخلات الحارس أنس الزنيتي، ليعلن الحكم رضوان جيد عن نهاية الشوط الأول بتفوق الفريق الفاسي. ومع بداية الشوط الثاني، كانت المناورة من فريق الجيش الملكي، الذي خلق العديد من الفرص دون تحويلها إلى أهداف، خاصة في ظل التدخلات الموفقة للحارس أنس الزنيتي، الذي أبان عن استعداد كبير للدفاع عن شباكه، سيما وأنه سيكون ضمن اللائحة الرسمية للمنتخب الوطني بجنوب إفريقيا، رفقة عبد اللطيف نصير الذي لعب مقابلة في المستوى. وفي الدقيقة 67، يتمكن اللاعب عبد الرحمان لمساسي من تسجيل الهدف الثاني بطريقة اللاعبين الكبار، بعد ضربة خطأ مباشرة من بعد 17متر، أسكنها شباك الحارس العسكري علي لكروني، ليمنح زملاءه هامشا كبيرا من الاطمئنان ويرفع من درجة الضغط النفسي على عناصر الجيش الملكي. وبغية الحفاظ على هذه النتيجة، قام المدرب أيت جودي بالعديد من التغييرات، وهو نفس الشيء الذي قام به المدرب عبد الرزاق خيري، إلا أن المدرب الجزائري كان صاحب القرار في هذا اللقاء، ليقود فريقه إلى تحقيق انتصار ثمين، جعله يبقى ضمن كوكبة الصراع على المراتب الأولى. ويمكن اعتبار هذا الانتصار، وفي هذا الظرف، دافعا معنويا كبيرا للعناصر الفاسية في أفق عودتها إلى مكانها ضمن كوكبة التنافس على اللقب، لكنه في المقابل، ستكون له آثار سلبية على العناصر العسكرية، خاصة وأنها أفقدها فرصة الظفر بلقب الخريف، الذي بات على مرمى حجر من الرجاء البيضاوي، الذي سيخوض آخر مباريات مرحلة الذهاب أمام الدفاع الجديدي. قالا عن اللقاء عزالدين أيت جودي، مدرب المغرب الفاسي «بكل صراحة، وبعد سلسلة من التعادلات والهزيمة أمام أولمبيك آسفي، كان من الضروري تحقيق نتيجة الانتصار مع نهاية دورات الذهاب. انتصار اليوم سيعطي دون شك نفسا معنويا هاما للعناصر الماصاوية، التي تصالحت مع جمهورها. الفوز على الجيش الملكي، المحتل للمرتبة الأولى، لم يأت صدفة، بل كان في إمكاننا تحقيق ذلك أمام المغرب التطواني، مازال هناك عمل ينتظرنا خلال توقف البطولة من أجل التغلب على مكامن الضعف في الفريق». عبد الرزاق خيري، مدرب الجيش الملكي «لعبنا من أجل الفوز، لكن الفريق الفاسي اشتغل الفرص التي أتيحت له وسجل، في الوقت الذي عجزنا نحن عن ذلك. كانت أمامنا العديد من الفرص السانحة للتسجيل، لكن للأسف لم نتمكن من تحويلها إلى أهداف. أهنئ الفريق الفاسي على الانتصار، وعلينا العمل حتى نعود للبطولة بالوجه المشرف».