أكد المناضل الصحراوي، مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، أن السلطات الجزائرية بدأت تستعيد نفوذها على منطقة تندوف، محجمة بذلك سلطة "البوليساريو". وأفاد مصطفى سلمة، في رسالة له توصلت "المغربية" بنسخة منها، أن السلطات الجزائرية طوقت المخيمات الصحراوية في تندوف بأحزمة رملية وثكنات عسكرية، بعد أن تأكدت من فشل "البوليساريو" في إدارة مخيمات المحتجزين. وأشار إلى أنه سبق أن وجه نداء إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بالصحراء، قصد التدخل لفك الحصار عن المخيمات الصحراوية، في فاتح نونبر الماضي، كشف فيه ما سيعانيه الصحراويون من تضييق على حياتهم اليومية، بسبب إجراءات الجزائر الأخيرة. وأوضح مصطفى سلمة أن "زعيم (البوليساريو) حاول التغطية على الأمر، في كلمته بمناسبة افتتاح السنة القضائية، يوم 6 دجنبر الجاري، بقوله إن (التدابير الأمنية المتخذة حاليا ساهمت بشكل كبير في استتباب الأمن و الاستقرار)، مغازلا بذلك الجزائر، وموهما القضاة الصحراويين بأن "المادة التي كانوا يستندون إليها، ما زالت سارية المفعول". وأكد المناضل الصحراوي أن "سبب سحب الجزائر ثقتها من قيادة (البوليساريو) يرجع إلى فشل الأخيرة في إبقاء منطقة المخيمات محجوبة عن الرأي العام، وتعالي الأصوات المعارضة لبقاء الصحراويين في الملاجئ إلى ما لا نهاية، وجهرها برفض الارتهان بتحقيق المصالح الجزائرية كشرط لتسوية القضية الصحراوية، وهو ما أشار إليه كريستوفر روس، في تقريره الأخير لمجلس الأمن بقوله إن الجزائر ترى أن أي تسوية لا تتضمن استفتاء ليست تسوية على الإطلاق. وأوضح أن "وزير داخلية البوليساريو" كشف، أثناء محاولته تبرير ضبط الجيش الجزائري سيارة شرطة تابعة ل(البوليساريو) تنقل شحنة مخدرات منذ أيام، أن "المنظمة استنفذت كل جهدها في سبيل أن تبقى المخيمات تحت السيطرة"، قبل أن يضيف، في تصريح صحفي، "لجأنا إلى إدخال الدرك الوطني في العملية الأمنية... وحين تعقدت الأوضاع الأمنية وزادت مخاطرها أضفنا للشرطة والدرك الناحية السادسة (...)، وحين زاد حجم الوضعية الأمنية عن كل هذه المكونات، استعنا بوحدات من النواحي العسكرية الأخرى". وأشار مصطفى سلمة إلى أنه "لهذه الأسباب، بعثت (البوليساريو) إلى تمثيلياتها في إسبانيا بضرورة الحد من زيارة العائلات الإسبانية للمخيمات في الوقت الحالي، عكس ما كان يحصل في عطلة نهاية كل سنة، لخشيتها من وقوفها على حقيقة ما يجري في المخيمات هذه الأيام"، وزاد مفسرا "كان المتضامنون الإسبان مع الشعب الصحراوي يقطعون مئات الكيلومترات إلى المناطق الصحراوية للتظاهر في ما يسمى السلاسل البشرية ضد الحزام الدفاعي المغربي، وربما يجدون هذه المرة أنه من الأجدى والأولى الوقوف ضد الجدران الأمنية الجزائرية، التي تقطع أوصال المخيمات الصحراوية".