بعد مرور خمس سنوات على إنشائه سنة 2007، يفخر مركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو (400 كلم شمال سانتياغو)٬ باعتباره قاعدة للإشعاع الحضاري المغربي بالشيلي٬ بإنجازاته المتميزة في مختلف المجالات٬ فضلا عن مجموعة من الأنشطة التي تتمحور حول عدة قضايا٬ الهادفة إلى التقريب بين حضارات وثقافات مختلفة. كما تميز المركز٬ الذي تمكن من إرساء جسور بين الثقافتين الشيلية والمغربية٬ بجودة وتنوع منشوراته. إذ قام٬ بدعم من سفارة المملكة في الشيلي٬ بعمل رائع يهم إصدار عدد كبير من المؤلفات تتناول٬ على الخصوص٬ قضايا في مجالات السياسة والتاريخ وعلم الاجتماع والفن. ويتجلى هذا التعاون الهام٬ على الخصوص٬ من خلال نشر مختارات من الشعر المغربي المعاصر٬ ومؤلفات في العلوم الاجتماعية٬ واثنين من الإصدارات الرئيسية حول الأدب والموسيقى المغربية٬ فضلا عن فيلمين وثائقيين اثنين حول التاريخ والموسيقى المغربية. وتميز العام الماضي بإصدار المركز للعديد من الكتب باللغة الإسبانية٬ قدم العديد منها لأول مرة في المعرض الدولي للكتاب بسانتياغو٬ الذي نظم في العاصمة التشيلية ما بين 28 أكتوبر و11 نونبر. وهكذا ومنذ نشأته٬ آلى مركز محمد السادس لحوار الحضارات٬ الذي يضم مسجدا ومكتبة٬ على نفسه العمل من أجل تقريب الشيليين من الإرث الحضاري للمملكة٬ التي تعد ملتقى حضارات عريقة بالنظر إلى موقعها الجغرافي والتاريخي وانفتاحها على عوالم ثقافية أخرى. وفي إطار هذا التبادل الثقافي٬ تجلى جديد المركز عام 2012 في إصدار كتاب للفنانة التشكيليية كارمن لوتوليي رويم٬ "السماء تحفظ الذاكرة"٬ يتضمن تأملاتها حول إقامتها في المغرب. كما اغتنت قائمة إصدارات المركز بعمل للكاتبة المغربية دينا القادري "شعب الإيمان"٬ الذي يتناول مختلف جوانب الشعائر الدينية الإسلامية. وفي الميدان التاريخي تميزت أنشطة المركز هذا العام بإصدار "دراستان حول معركة العقاب أو لاس نافاس دي تولوسا (1212) بالأندلس"٬ وهو كتاب ألفه اثنين من الاختصاصيين الإسبان٬ فرانسيسكو غارسيا فيتز وفرانسيسكو فيدال كاسترو٬ وهما على التوالي من جامعتي إستريمادورا وخوان. ومن بين منشورات المركز أيضا كتاب "1300 سنة من غزو الأندلس" (711-2011)٬ حرره الأكاديميان دييجو ميلو (الشيلي) وفرانسيسكو فيدال (اسبانيا)٬ ويتضمن 25 دراسة أنجزها باحثون من مختلف الجنسيات تتناول قضايا في التاريخ والثقافة والتراث الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية. من جهة أخرى٬ يضم مؤلف "حوار وتنوع''٬ الصادر عن مركز محمد السادس لحوار الحضارات٬ أعمال الملتقى الدولي الخامس لحوار الحضارات٬ الذي انعقد هذا العام في الشيلي تحت شعار عنوان الكتاب. ويحتوي هذا الكتاب على عروض لباحثين من المغرب وكوستاريكا واسبانيا وإيطاليا والشيلي٬ ويجمع الندوات المقدمة خلال هذا الملتقى حول العديد من القضايا الخاصة٬ من قبيل "تحالف حضارات الأممالمتحدة والحوار بين الثقافات"٬ و"نموذج للحوار التربوي التعليمي والتنوع"٬ و"التنوع اللغوي في المغرب". ومن بين منشورات المركز أيضا ''المغرب بعيون شيلية'' و"الفن والجمال والروحانية" للأكاديمية الأرجنتينية المقيمة بالشيلي ماريا تيريزا بوزولي٬ و"أساطير فالي دي الكي" للكاتب الشيلي دانيال تورو بونس٬ فضلا عن مختارات شعرية "بلاد مجهولة" للمتخصصة الشيلية ناتاليا فيغيروا. كما شهد هذا العام أيضا نشر "لومابنغا: ذكريات شفوية للثقافة الإفريقية الشيلية" لكريستيان بايز٬ والترجمة الإسبانية لكتاب "فواكه الجسد" لعبد اللطيف اللعبي من قبل الشاعر الأرجنتيني لياندرو كال. كل هذه المبادرات التي قام بها مركز محمد السادس لحوار الحضارات تهدف إلى تقريب الشيليين من الثقافة والحضارة المغربية٬ من أجل بناء جسور التواصل والتبادل الثقافي٬ وتعزيز العلاقات بين البلدين. (و م ع)