أكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، فتح الله السجلماسي أن اقتصادات البلدان العربية الواقعة في المنطقة المتوسطية توفر فرصا استثمارية هائلة للمقاولات الأوروبية. وأوضح السجلماسي خلال تنشيطه لندوة حول "الآفاق الاقتصادية وفرص الأعمال في البلدان العربية المتوسطية"، نظمتها مساء أمس الاثنين بمدريد ، "غرفة التجارة والصناعة والخدمات المغربية" بإسبانيا بتعاون مع "مؤسسة البيت العربي"، أنه بإمكان البلدان العربية أن تشكل "خيارا جديا" لتعزيز تنافسية المقاولات الأوروبية، لاسيما في ظرفية اقتصادية متأزمة. وأضاف السجلماسي أنه بمقدور الشركات الأوروبية الراغبة في الاستثمار أو الاستقرار بالدول العربية الاستفادة من الفرص العديدة التي توفرها، مبرزا أن الأسواق العربية شكلت، على الدوام، أرضية هامة للتصدير بالنسبة للمقاولات الأجنبية. وحسب أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، فإن الانتقال السياسي والديمقراطي في العديد من البلدان العربية الواقعة في الضفة الجنوبية للمتوسط، خلق فرص أعمال جديدة لم تكن موجودة في السابق، بالنظر لمناخ الانفتاح السائد في هذه البلدان، داعيا الدول الأوروبية، وخاصة إسبانيا، إلى تعزيز حضورها وأنشطتها في البلدان العربية الصاعدة من أجل خلق الثروة وفرص الشغل. كما دعا، في السياق ذاته، إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية الإقليمية بين أوروبا والعالم العربي وإفريقيا، ولاسيما الشراكة المقاولاتية، مبرزا أهمية الاندماج الإقليمي الذي يعد محركا رئيسيا للنمو وخلق فرص الشغل. وأكد السجلماسي خلال هذه الندوة¡ التي حضرها عدد من السفراء العرب المعتمدين بإسبانيا، على أن القطاع الخاص مدعو للاضطلاع بدور ريادي لمواكبة الجهود الحكومية الرامية إلى تحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص الشغل لفائدة الشباب، مشيدا بهذه المناسبة ب"الجهود الكبيرة" التي بذلتها البلدان العربية من أجل تعزيز الضمانات القانونية التي تؤمن الاستثمارات الأجنبية. من جهته، أبرز خوسيه لويس باردو، المدير العام المساعد للعلاقات الخارجية والشؤون التجارية في الاتحاد الأوروبي، اهمية فرص الأعمال والاستثمار التي تتيحها البلدان العربية، فضلا عن الإصلاحات التي باشرتها هذه الدول لتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز الضمانات القانونية، مشيرا إلى أن هذه الإصلاحات الهيكلية مكنت من تقوية ثقة المستثمرين الأجانب، وفتح عدة مجالات للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والبلدان العربية.