يتظاهر اليو الجمعة في ميدانين مختلفين في القاهرة، معارضو ومؤيدو مشروع الدستور في آخر استعراض للقوة قبل انطلاق التصويت برسم الاستفتاء الدستوري غدا السبت. ويطالب المعرضون لمشروع الدستور¡ في مظاهرات مرتقبة بميدان التحرير وسط العاصمة المصرية، بوقف الاستفتاء على المشروع وإعادة تشكيل جمعية تأسيسية "بشكل متوازن". وبالرغم من هذه المطالب فإن مظاهرات اليوم تندرج بالخصوص ضمن حملة لإقناع الناخبين بالتصويت ب" لا" على مشروع الدستور حيث ينظم المعارضون بالموازاة مع مظاهرة ميدان التحرير مسيرات في مختلف أنحاء العاصمة للاتصال المباشر بالناخبين وإقناعهم برفض المشروع المطروح للاستفتاء. ويعكس تنظيم المعارضة لمظاهرات تطالب بوقف الاستفتاء وقيامها في الوقت ذاته بحملة من أجل التصويت ب" لا" خلال الاستفتاء نفسه الموقف المتأرجح الذي تبنته جبهة " الإنقاذ الوطني " المعارضة من الاقتراع. فقد دعت أول أمس إلى المشاركة في الاستفتاء والتصويت ضد مشروع الدستور وفي الوقت نفسه عبر منسقها محمد البرادعي في كلمة تلفزيونية مساء أمس عن رفض المعارضة للنص المقترح حتى لو تم تبنيه في الاستفتاء داعيا إلى إلغاء الاقتراع والاحتكام إلى دستور 1971 في انتظار وضع دستور جديد. أما المؤيدون لمشروع الدستور فاختاروا كشعار لمظاهراتهم اليوم الجمعة بأحد ميادين مدينة نصر ( ضاحية القاهرة) بدعوة من قوى إسلامية، شعار " نعم للشرعية " أي للرئيس المنتخب محمد مرسي. فالقوى الإسلامية اعتبرت منذ اندلاع المظاهرات في محيط قصر " الاتحادية" الرئاسي أن هدف المعارضين النهائي هو إسقاط الرئيس. غير أن مظاهرات " نعم للشرعية" تندرج هي الأخرى ضمن حملة تقودها القوى الإسلامية من أجل التصويت ب" نعم " لصالح مشروع الدستور. ومن أبرز المشاركين في مظاهرات " نعم للشرعية " جماعة "الاخوان المسلمين", والجماعة الإسلامية, وحزب الحرية والعدالة, وحزب البناء والتنمية, وحركة حازمون (أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل)، والدعوة السلفية بالجيزة ( إحدى محافظات القاهرة الكبرى) فيما يغيب عنها حزب "النور" السلفي الذي " يتفرغ" حسب متحدث باسمه لاقناع الشعب بالموافقة على النص الدستوري المقترح. يذكر أن الإسلاميين في مصر لم يخسروا أي اقتراع شهدته البلاد منذ الاستفتاء على الإعلان الدستوري المؤقت في مارس 2011 ، مرورا بانتخابات مجلسي الشعب والشورى، وصولا إلى الانتخابات الرئاسية التي جاءت بأحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى رأس السلطة في البلاد. ويشكل الاستفتاء الدستوري الذي ستنظم مرحلته الأولى غدا السبت اختبارا جديدا لمدى قدرة الإسلاميين على تحقيق فوز جديد بعد أن شهدت الساحة السياسية في مصر حالة استقطاب أكثر حدة وحملات إعلامية شرسة.