سيكتشف البيضاويون، اليوم، بأنفسهم مزايا الترامواي، التي تداولتها وسائل الإعلام، وتناقل خصائصها ممن جربوها بمدينة الرباط، كما سيتيح لعدد من الركاب، مجالا أوسع لاكتشاف عوالم المدينة معماريا. يسمح الترامواي للبيضاويون بالتعرف على خصائص هذه الوسيلة التي انتظروها، منذ أن بدأت أشغال إنجازها سنة 2009، وبعد أن ترددت على مسامعهم أنها وسيلة ناجعة لامتصاص الاكتظاظ الحاصل في الدارالبيضاء، اعتبارا لسعة الترامواي في استيعاب عدد كبير من الركاب. البداية مع السادسة صباحا يبلغ طول مسار "الترامواي" 31 كيلومترا، يتضمن 48 محطة وقوف، وتستغرق مدة مسافته من أول رحلة إلى آخر رحلة 60 دقيقة، بسرعة متوسطة تناهز 19 كيلومترا في الساعة، بقدرة استعابية لحوالي 250 ألف راكب يوميا. أما ساعات الخدمة فستنطلق من السادسة والنصف صباحا إلى العاشرة مساء، طيلة الأسبوع، وإلى الحادية عشرة والنصف في عطلة نهاية الأسبوع، أما دخول "الطرامواي" بالمحطة فسيجري كل 4.5 دقائق في أوقات الذروة. ست مائة راكب دفعة واحدة تستوعب قاطرة الترامواي حوالي 600 شخص، سيصل فيها عدد الأماكن المتاحة للجلوس إلى 156 مقعدا. ومع انطلاق تجربة ترامواي الدارالبيضاء، شهدت المدينة تغييرات عديدة، إذ مكنت مختلف أشغال التهيئة الحضرية، من إعادة توزيع الفضاءات إلى أرصفة خاصة بالراجلين وطرق خاصة بالسيارات والدارجات ومسار خاص بالترامواي، لهذا ارتأت شركة "كازا ترونسبور"، توزيع كتيبات تتضمن معلومات عن هذه الوسيلة والإرشادات الواجب اتباعها، درءا لأي مخاطر قد تؤدي إلى وقوع حوادث سير. قواعد احترام الترامواي أكدت شركة "نقل البيضاء"، ضرورة اكتساب سلوك سليم من خلال معرفة القواعد الخمس للترامواي، وتتجلى الأولى في احترام الإشارات المخصصة للطرامواي، والثانية تهم منع التجول على مساره، والثالثة منع الوقوف على مساره، بينما القاعدة الرابعة تدعو إلى توخي الحذر بالقرب من سكة الطرامواي. وتنص القاعدة الخامسة على احترام ممر الراجلين لعبور مسار الطرامواي، خاصة أن "الطرامواي" وسيلة نقل صامتة ولا تحدث ضجيجا من شأنه أن يثير انتباه المارة والعابرين للطريق. مزايا الترامواي على المدينة في أفق دخول "الطرامواي" حيز الخدمة، كانت شركة "كازا ترونسبور"، ارتأت بتنسيق مع الجهات المختصة والمتدخلين، إحداث 5 أقطاب للتبادل مع وسائل النقل العمومي الأخرى، الموجودة في الحي المحمدي وساحة سيدي محمد أمام محطة القطار الدارالبيضاء المسافرين، وساحة الأممالمتحدة وعلى مستوى ملتقى الطرق باشكو، ويوجد القطب الأخير في منطقة الكليات في طريق الجديدة. ومن مزايا الترامواي، التي انعكست على شكل وواقع مدينة الدارالبيضاء، تهيئة حضرية على طول مسار الترامواي (31 كيلومترا)، من خلال إعادة تهيئة الطرق المجاورة لبنية الترامواي، وإعادة تأهيل وتبليط الأرصفة، وتجديد شبكات التطهير السائل، وتجديد شبكات الإنارة العمومية، وتأثيث الفضاء الحضري بأحدث التجهيزات، ثم غرس ألفين نخلة وألفين شجرة متنوعة. أما بخصوص المزايا التي همت تهيئة بعض الفضاءات العمومية، مثل تهيئة ساحتين كبيرتين، وهما ساحة الأممالمتحدة وساحة سيدي محمد أمام محطة القطارالدارالبيضاء-المسافرين، وتهيئة منطقة خاصة بالراجلين في شارع محمد الخامس من السوق المركزي إلى ملتقى طريقي شارع الحسن الثاني وشاريع باريس، وإنجاز 5 أقطاب للتبادل مع الوسائل الأخرى للنقل العمومية. كما مكن إنجاز الترامواي من إعادة تنظيم المرور في محيطه، بوضع معدات جديدة وحديثة خاصة بالتشوير الطرقي ملائمة مع التغييرات التي تشهدها المدينة، وكذا إعادة تهيئة 90 محورا طرقيا، ثم الاحتفاظ بعدد الممرات نفسها، الخاصة بمرور السيارات في 80 في المائة من مسار الترامواي. إضفاء جمالية أكثر أما الآثار الإيجابية على المناطق المستفيدة من خدمة الترامواي، فتتمثل في الزيادة من الجاذبية التجارية والعقارية والاجتماعية في المناطق التي يمر منها، وتشجيع المؤهلات والمقاولات المغربية، ثم وضع التجهيزات نفسها على طول الخط، وكذا تسهيل ولوج خط الترامواي لجميع الفئات، النساء والحوامل والأشخاص المسنون، وعربات الأطفال وصغار السن وذوو الاحتياجات الخاصة. كما جرى وضع أثاث حضري جديد على طول خط الترامواي، لإضفاء جمالية وحمايته أيضا من تأثيرات التقلبات المناخية، رهانا على خلق تغييرات إيجابية ترمي إلى تعايش المواطنين مع المشروع بأمان في مدينة الدارالبيضاء. ستة دراهم للتذكرة قرر مجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء حصر التسعيرة المتعلقة بالاشتراكات لمدة أسبوع في ستين درهما٬ و230 درهما بالنسبة لشهر واحد٬ وب150درهما للطلبة وتلاميذ المؤسسات العمومية والخاصة. ودعا الأعضاء٬ خلال هذه الجلسة٬ إلى الإبقاء على هذه التسعيرة (ستة دراهم) لمدة خمس السنوات المقبلة٬ مع تمتيع عدد من الموظفين بتخفيض بالنسبة للنقل عبر الترامواي٬ يحدد في 30 في المائة٬ والرفع من واجبات وقوف السيارات وسط المدينة من أجل تشجيع المواطنين على استعمال الطرامواي والحفاظ على البيئة. وتصل الكلفة الإجمالية لهذا المشروع٬ الذي يعتبر رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة إلى 5 آلاف و900 مليون درهم، علما أن الميزانية المبدئية كانت حددت في 6 آلاف و400 مليون درهم. الركاب تحت حماية الأمن اتخذت شركة "كازاترتنسبور"، المكلفة بالترامواي بالدار البيضاء، قرار توظيف 250 حارس أمن خاص لتأمين رحلات الترامواي بشوارع المدينة، من أجل حماية الركاب من حوادث الاعتداء التي تستهدف عادة مستعملي وسائل النقل العمومية. من جهة أخرى، نسقت الشركة المذكورة مع ولاية أمن العاصمة الاقتصادية، للعمل على تأمين رحلات خطوط الترامواي، وتكليف رجال أمن وعناصر من فرقة «الصقور» بالقيام بحملات في عدد من النقط السوداء، التي سيمر عبرها الترامواي، حيث سيقومون بمهام الحراسة اليومية داخل القاطرات وخارجها، أي بمعدل رجلي أمن في كل قاطرة كل يوم. كما خصصت دورية أمنية قارة بمركز الترامواي بسيدي مومن بالدارالبيضاء. إضافة إلى ذلك سيتكلف رجال الأمن، خلال الشهور الأولى بعد اشتغال الترامواي، بالتتبع اليومي لسير الترامواي عن طريق الكاميرات وكذا وسائل التواصل الداخلي.