مكنت المجهودات التي تبذلها السلطات المغربية في إنقاذ المهاجرين السريين في أعالي البحار من إنقاذ ما يناهز 6500 مهاجر، خلال الخمس سنوات الأخيرة. وأوضح مصدر مأذون٬ ردا على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من تصريحات نسبتها لرئيس الحكومة المستقلة للأندلس ينتقد فيها "تقاعس المغرب في إنقاذ المهاجرين الأفارقة من الغرق"٬ أن مجهودات السلطات المغربية في موضوع تدبير الهجرة غير الشرعية مكنت من تقليص عدد المهاجرين الذين يصلون إلى الشواطئ الإسبانية بأكثر من 90 في المائة خلال الخمس سنوات الأخيرة٬ كما أنه جرى إيقاف ما يناهز 23 ألف مهاجر سري كانت وجهتهم الأساسية الشواطئ الإسبانية. كما أن السلطات الأمنية٬ يضيف المصدر ذاته٬ ما فتئت تكثف من مجهوداتها عبر الحملات التمشيطية التي تقوم بها في الغابات المتاخمة للثغرين السليبين سبتة ومليلية٬ والتي مكنت من تفادي وصول حوالي 12 ألف مهاجر سري لهاتين المدينتين. واعتبر المصدر ذاته أنه رغم كل هذه المجهودات٬ تبقى السلطات العمومية مقتنعة بأن تدبير ملف شائك كملف الهجرة غير الشرعية٬ لا يمكن أن يجري بشكل أحادي٬ مما يحتم تقوية التعاون الثنائي والإقليمي. في هذا الصدد٬ يعتبر التعاون المغربي الإسباني اليوم مثالا للتعاون جنوب–شمال٬ وهو التعاون الذي مكن من تحقيق نتائج إيجابية جدا وملموسة٬ بفضل الشفافية وحسن النية التي تطبعه. وفي هذا الإطار٬ وجب التذكير بأن عملية ترحيل المهاجرين غير الشرعيين٬ رغم كونها تخضع لضوابط يعرفها الجانبان٬ فقد أبانت السلطات العمومية المغربية غير ما مرة في إطار المسؤولية المشتركة٬ ولأسباب إنسانية٬ عن مرونتها كل ما دعت الضرورة٬ لذلك، إلا أنه لا يمكن أن تستغل هذه المرونة لوضع السلطات المغربية أمام الأمر الواقع.