عقد مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان، بدعم من الإيسيسكو، مساء أول أمس الاثنين بالرباط، ندوة إقليمية حول "الإعلام العربي في زمن التحولات: هل انتصر للمهنية أم أجج الفتن"، وتمتد فعاليات الندوة إلى 17 من أكتوبر الجاري. وافتتحت الندوة بحضور المدير العام للإيسيسكو، عبد العزيز بن عثمان التويجري، ومحمد أوجار، رئيس مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان. وقال المنظمون إن الأشغال سيشارك فيها مجموعة من الفعاليات السياسية، وإعلاميون من الجزائر وتونس، وليبيا، ومصر، والإمارات، وموريتانيا، وقطر، والكويت، والسعودية. وأوضح المنظمون أن من أهداف الندوة مساءلة تجربة الإعلام العربي، ومرافقة دوره في ما أصبح ينعت بالربيع العربي أو الديمقراطي، كما تستهدف تعميق النقاش حول أخلاقيات ممارسة الصحافة، وسؤال الحيادية والمهنية، التي يتوجب نقلها من شعار إلى سلوك يومي في ممارسة المهنة، خاصة أن وسائل الإعلام العربية كان لها تأثير كبير في أكثر من دولة، على صناعة القرار والاستقرار والتنمية في شكلها العام. وقال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح ل"المغربية"، إن "الندوة تمثل محطة لتعميق النقاش حول الدور المطلوب من الإعلام في زمن التحولات، بغض النظر عن المرحلة السابقة، التي ينبغي تقييمها، وما هي الأدوار التي اضطلع بها الإعلام في مرحلة الربيع الديمقراطي"، مضيفا أنه، بفعل الثورة التكنولوجية، وبفعل التداعيات ونتائج الربيع الديمقراطي "دخل الإعلام مرحلة جديدة، ومرحلة انتقالية تقتضي مراجعة على المستوى القانوني، وعلى المستوى التشريعي والمؤسساتي، وعلى مستوى الإمكانات المرصودة ماديا وبشريا". وأبرز أن الإعلام فاعل مؤثر، وينبغي تعزيز بروز مؤسسات ذاتية تمكن من الارتقاء بأخلاقيات المهنة داخله، مع استيعاب الآثار الناجمة عن التحولات التكنولوجية، حتى يبقى للإعلام دوره المؤثر فيها. من جانبه، أفاد المدير العام للإيسيسكو، عبد العزيز التويجري، في تصريح ل"المغربية"، أن " انعقاد هذه الندوة يأتي في إطار التحول الكبير بالمنطقة العربية، والدور الذي لعبه الإعلام في مواكبته لهذه التحولات، وتغطيتها، وما إذا كان دورا معززا للديموقراطية "، مضيفا أن "عنوان الندوة مستفز، لكنه مقصود، كي نبحث بكل موضوعية وصدق وصراحة في الأدوار التي مورست من قبل وسائل الإعلام المختلفة، لأننا لا نتحدث عن وسيلة واحدة بعينها، وإنما نتحدث عن المشهد الإعلامي بكامله، ما إذا كان هذا الدور إيجابيا وعزز تطلعات الشعوب، في الحرية، والديمقراطية، والمساواة، والعيش الكريم، ويمكن القول إن هذا الدور هو الذي يجب أن تنهض به كل وسائل الإعلام". وأضاف التويجري "إننا "مطالبون بأن ندعمه ونسانده، أما إذا كانت هناك بعض الممارسات الخاطئة هنا وهناك، فيجب أن نتعامل معها بموضوعية، وأن نحرص على أن يكون الإعلام بناء يساعد شعوب العالم الإسلامي في التخلص من كل معوقات التنمية، وينطلق نحو آفاق التقدم والازدهار في ظل حكم رشيد، وقضاء عادل، ومساواة بين الجنسين في فرص التعليم والعمل والمشاركة في بناء الدولة والمجتمع، وتعزيز قدرات المجتمعات العربية في مجالات الحياة المختلفة لتلحق بركب الدول المتقدمة". بدوره، قال مصطفى سواق، المدير العام لقناة الجزيرة، ل"المغربية"، إن "الذين نظموا هذه الندوة يريدون مساءلة الإعلام العربي، وطرح السؤال من أجل أن يستفزوا الآخرين من أجل البحث، وهذا جانب مهم جدا وإيجابي جدا، وأرجو أن يكون التساؤل المطروح في هذه الندوة حافزا للإعلاميين وللباحثين الأكاديميين، وغيرهم من المهتمين، للبحث بعمق في مسألة الإعلام العربي".