يبدأ جلالة الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى أربعة دول في مجلس التعاون الخليجي، هي المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت، إضافة إلى الأردن. وتأتي هذه الزيارة في إطار تأكيد العلاقات الدبلوماسية القوية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، وتدعيم العلاقات الاقتصادية. وفي هذا السياق اعتبر محمد الغرابي، أستاذ العلاقات الدولية، أن الزيارة الملكية إلى هذه البلدان، وفي هذا التوقيت بالذات، تكتسي أهمية كبيرة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. وقال الغرابي، في تصريح ل"المغربية" إنه "يجب ألا نغفل أن الجولة الملكية جاءت في ظرفين إقليمي ودولي يتسمان بمتغيرات حاسمة ومهمة، وتشهد في ضوئهما العلاقات العربية العربية فتورا كبيرا بسبب حالة عدم الاستقرار، التي تطبع الساحات الداخلية في عدد من البلدان، بعد ثورات الربيع العربي". وأضاف الغرابي أن "الزيارة الملكية إلى هذه البلدان تثبت، من الناحية السياسية والدبلوماسية مكانة المغرب عربيا، خصوصا باتجاه دول الخليج العربي، التي أصبحت جغرافيا محاطة بمجموعة من الأنظمة غير المستقرة، نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية السائدة في المنطقة". وحسب الغرابي، فإن المغرب يشكل حليفا عربيا قويا ومستقرا بالنسبة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، رغم المسافة الجغرافية، إضافة إلى أن التجربة الديمقراطية، التي كرسها المغرب في خضم الربيع العربي، أصبحت في رأي الكثيرين نموذجا يحتذى في مجال الانتقال الديمقراطي السلمي. وفي ما يتعلق بالشق الاقتصادي في الزيارة الملكية إلى هذه البلدان، أوضح الغرابي أنه، منذ إعلان دول مجلس التعاون الخليجي قرارها في 10 ماي 2011 بدعوة المغرب إلى الانضمام إلى المجلس، وإبداء المغرب قبوله بهذه الدعوة، عمل الطرفان على بلورة هذا الانضمام بصيغة تدريجية ومعقلنة، تأخذ بعين الاعتبار كافة المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية، وشرعا في وضع أجندة جديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الرباط ومجلس التعاون الخليجي. وتوقع الغرابي أن يرتفع الدعم الخليجي للمغرب، الذي يصل إلى مليار دولار سنويا، في إطار هذه الأجندة، خلال الفترة بين 2012 و2016، إلى 5 ملايير دولار. وفي ما يتعلق بالزيارة الملكية إلى الأردن، قال الغرابي إن "الرباط وعمان تربطهما علاقات دبلوماسية متينة، ليست وليدة اليوم، وإنما ترجع إلى منتصف القرن الماضي، ولم تشهد أي توتر، وظلت على الدوام تتميز بتطابق المواقف حيال العديد من القضايا بالمنطقة العربية". وزاد موضحا أن "الفترة الراهنة بالمنطقة العربية بسبب التغييرات على الساحة الداخلية في عدد من البلدان العربية تؤكد مرة أخرى أن المغرب والأردن يشكلان نموذجا للاستقرار والسلام". تجدر الإشارة إلى أن وفدا مهما من المسؤولين يرافق جلالة الملك محمد السادس في هذه الزيارة، التي تدخل في إطار تعزيز العلاقات بين المغرب والدول الخليجية، وتهدف أساسا إلى تقديم المشاريع المختارة في إطار التعاون الاستراتيجي الخليجي المغربي، خاصة تلك التي تحتل الأولويات الوطنية.