بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة٬ على إثر وفاة الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد. وجاء في هذه البرقية "علمت ببالغ الأسى وعميق التأثر٬ بالنبأ المحزن لوفاة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة الأسبق٬ المجاهد الكبير المرحوم الشاذلي بن جديد٬ الذي لبى داعي ربه٬ مشمولا بعفوه تعالى ومغفرته ورضوانه". وأعرب جلالة الملك بهذه المناسبة الأليمة للرئيس الجزائري، ومن خلاله إلى أسرة الفقيد الكبير٬ والشعب الجزائري قاطبة٬ باسم المغرب٬ ملكا وشعبا٬ "بأحر تعازينا وأخلص مواساتنا٬ وأصدق مشاعر تعاطفنا معكم في هذا المصاب الجلل٬ داعيا الله تعالى أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء". وقال جلالة الملك في برقية التعزية "إننا لنستحضر في هذا الظرف العصيب مناقب الفقيد العزيز٬ الذي يعد أحد رجالات الجزائر الكبار وقادتها الأبرار٬ الذين نذروا حياتهم لخدمة بلادهم والدفاع عن حريتها واستقلالها٬ وصون عزتها وكرامتها٬ سواء في مرحلة خوض معركة التحرير والانعتاق من براثن الاستعمار٬ أو في طور ما بعد الاستقلال لبناء الدولة الجزائرية الحديثة٬ على أسس التعددية٬ وتحقيق التقدم والازدهار للشعب الجزائري الشقيق". كما استحضر جلالة الملك "بكل تقدير وإكبار٬ ما كان يربط فقيد الجزائر الكبير٬ بالمملكة المغربية من وشائج المودة والتقدير٬ والتضامن٬ ووحدة الرؤى والتطلعات٬ وما هو مشهود له به من روح وحدوية مغاربية راسخة٬ تجسدت من خلال مساهمته الفعلية والفعالة٬ إلى جانب والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني٬ طيب الله ثراه٬ وباقي قادة الدول المغاربية٬ في التوقيع على معاهدة مراكش المؤسسة لاتحاد المغرب العربي"، سائلا الله تعالى أن "يتغمد الفقيد المبرور بواسع رحمته وغفرانه٬ ويسكنه فسيح جناته٬ وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه من جليل الأعمال٬ وأن يجعله من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا٬ ويلقيه نضرة وسرورا٬ صادقا فيه قوله عز من قائل: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية٬ فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم. وأضافت البرقية "وإذ أشاطركم والشعب الجزائري الشقيق مشاعر الحزن في هذا الرزء الفادح الذي لا راد لقضاء الله فيه٬ مجددا لكم مشاعر تعاطفي وتضامني٬ فإنني أضرع إليه سبحانه أن يحفظ فخامتكم وذويكم والشعب الجزائري الشقيق من كل مكروه٬ ويديم عليكم أردية الصحة والعافية وطول العمر٬ مشمولين برعايته الربانية وألطافه الخفية".