بإعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس الاثنين٬ انطلاقة أشغال إنجاز محطة سياحية جديدة بمدينة المهدية٬ يكون جلالته قد أعطى دفعة قوية لمخطط "بلادي"٬ هذا البرنامج الطموح الرامي إلى النهوض بالسياحة الداخلية والعائلية. (ماب) وتعكس هذه المنشأة السياحية الجديدة الإرادة الملكية السامية الهادفة إلى بروز أقطاب سياحية جديدة بالمملكة٬ وكذا الاهتمام الخاص الذي ما فتئ جلالته يوليه لقطاع السياحة بشكل عام٬ باعتباره رافعة قوية لدعم التشغيل وتنمية الثروة الوطنية٬ وكذا النهوض بالسياحة الداخلية التي تتيح للمغاربة فرصة التعرف على بلدهم واستكشاف ما تزخر به من ثروات. وينسجم إنجاز محطة المهدية٬ التي تهدف إلى تعزيز القدرة الإيوائية لهذه الوجهة التي تحظى بإقبال كبير من لدن السياح المغاربة٬ تمام الانسجام٬ مع الإرادة الملكية السامية الرامية إلى النهوض بالسياحة الداخلية٬ والتي تعكسها بجلاء الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في المناظرة السابعة للسياحة التي انعقدت بمدينة فاس سنة 2007، والتي أكد فيها جلالته أن السياحة الداخلية "تمثل مؤشرا مهما عن مستوى رفاهية مواطنينا ووسيلة ناجعة كفيلة بتمكين المغاربة من حقهم في التعرف على بلادهم والاعتزاز بثرواتها وتنوعها الحضاري والثقافي المتميز". وستنجز المحطة الجديدة للمهدية في ظرف 42 شهرا على مساحة إجمالية تبلغ 23 هكتارا٬ وذلك بغلاف مالي يصل إلى 380 مليون درهم. وستضم هذه المنشأة٬ التي تبلغ قدرتها الاستيعابية 5580 سريرا٬ إقامات فندقية أفقية وعمودية٬ وإقامات سكنية للترويج السياحي٬ وإقامات سكنية٬ ومخيما بمواصفات دولية٬ وحوضا للألعاب المائية٬ وملاعب رياضية٬ وناديا للرياضات البحرية٬ ومطاعم٬ ومحلات تجارية٬ ومرافق خاصة للمسنين إلى جانب مرافق عمومية (مساجد وإدارات). وستمكن محطة المهدية٬ بعد إنجازها٬ من خلق نحو 700 منصب شغل مباشر وآلاف المناصب غير المباشرة٬ فضلا عن استجابتها للانتظارات والخاصيات السوسيو- ثقافية للأسر المغربية التي تفضل السفر في إطار عائلي٬ مع توفير ما يتطلبه ذلك من أنشطة ترفيهية لفائدة الأطفال٬ وذلك بأسعار مناسبة. ومن شأن هذا المشروع المهم أن يساهم في تعزيز إشعاع المهدية والقنيطرة ويلعب دور الرافعة بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة الغرب- الشراردة- بني حسن٬ التي تزخر بمؤهلات سياحية وإيكولوجية مهمة٬ من قبيل الموقع الطبيعي مولاي بوسلهام٬ وغابة المعمورة٬ ومحمية سيدي بوغابة٬ وقصبة المهدية٬ فضلا عن الكثير من المواقع الطبيعية والتاريخية. كما تأتي محطة المهدية لتعزز الدينامية التي أحدثها مخطط "بلادي"٬ الذي يشكل أحد البرامج المهيكلة ضمن الرؤية السياحية 2020، والتي تروم الاستجابة لانتظارات السياح المغاربة٬ من خلال وضع منتوج يتلاءم مع عاداتهم وأسلوبهم في السفر٬ رهن إشارتهم. وعلاوة على المحطة السياحية للمهدية٬ تمت برمجة سبع محطات أخرى في إطار مخطط "بلادي"٬ وهي محطة إفران (الموجودة قيد الاستغلال)٬ وسيدي العابد بالقرب من الجديدة٬ ورأس الماء بالناظور٬ وإيمي أودار بالقرب من أكادير٬ وواد المالح بابن سليمان٬ إضافة إلى محطتين سيتم إحداثهما بكل من طنجة ومراكش. كما يروم مخطط "بلادي" إنجاز حوالي 12 "نادي بلادي" عبر مجموع التراب الوطني.