أكد سفير المملكة المتحدة بالمغرب، تيموثي موريس، يوم الخميس المنصرم، بالدارالبيضاء، أن المملكة المغربية٬ التي نجحت في تحقيق تقدم كبير٬ باشرت خطوات مهمة في اتجاه إحداث التغيير والانخراط في مسار تصاعدي من الإصلاحات. وأكد السفير٬ في كلمة خلال لقاء نظم بمناسبة انتهاء مهامه بالمغرب٬ أن المملكة المغربية قطعت أشواطا مهمة على المستويين السياسي والديمقراطي٬ والتي تجسدت على الخصوص في المصادقة على الدستور الجديد٬ وإجراء انتخابات أفضت إلى تشكيل حكومة منبثقة من صناديق الاقتراع. كما أشاد بالتطور الذي يعرفه المغرب في مجالات أخرى٬ وخاصة في ما يتعلق بالبنيات التحتية وشبكة الترامواي وميناء طنجة المتوسط٬ وهي كلها مشاريع تشكل مبادرات مهمة جدا في مسار التحديث والتنمية٬ مشيرا في الوقت ذاته، إلى أنه ما يزال أمام المغرب تحديات يتعين مواجهتها في مجالات العدل والصحة والتعليم. ونوه السفير البريطاني، من جهة أخرى، بالدور الكبير الذي يضطلع به المغرب في الساحة الدولية٬ وداخل مجلس الأمن٬ مبرزا، في هذا الصدد، دوره الرائد وعمله الجاد لتسوية الأزمة السورية. وقال إن المغرب أصبح يشكل قطبا إقليميا وأرضية لاستقطاب الاستثمارات٬ مشيرا إلى أن قرب فتح مجموعة (مارك أند سبينسر) البريطانية الرائدة في مجال النسيج لفرع لها بالدارالبيضاء٬ يؤكدا التقدم الاقتصادي الذي تشهده المملكة المغربية٬ ونجاعة الإصلاحات التي اتخذتها لجلب مزيد من الاستثمارات الأجنبية. وذكر باختيار بعض الشركات البريطانية الاستقرار في المغرب٬ فضلا عن فتح خمس مكاتب أعمال بريطانية بالمركز المالي للدارالبيضاء٬ معتبرا أن ذلك يبرهن على أن المستثمرين البريطانيين وجدوا في المغرب مناخا مشجعا على الاستثمار. وتابع أن ثقة المستثمرين البريطانيين في المغرب٬ يمكن أن تتعزز بتحقيق مزيد من التقدم على مستوى المبادلات التجارية بين البلدين٬ معربا عن أمله في أن يتضاعف حجم الصادرات البريطانية نحو المغرب٬ لتصل خلال السنة المقبلة إلى حوالي 700 مليون أورو. وأبرز دعم بلاده للنهوض بالاستثمارات بالمغرب خاصة في قطاعي النسيج والطاقة٬ داعيا بالمقابل الفاعلين الاقتصاديين المغاربة إلى التحلي بمزيد من الجرأة للقيام بأنشطة تجارية غير معتادة٬ حتى يكون لهم موطىء قدم في مدينة كبيرة كلندن. وذكر، بالمناسبة، بجودة العلاقات المغربية البريطانية٬ التي تعكس الصداقة المتينة والاحترام المتبادل بين الشعبين.