أكد سفير بريطانيا في المغرب السيد تيموثي موريس أن الجهود التي يبذلها المغرب في مجال التنمية الاقتصادية تثير إعجاب بريطانيا، مبرزا استعداد بلاده الاستفادة من فرص الاستثمار التي توفرها المملكة. وقال الدبلوماسي البريطاني في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء "إن المغرب يبذل جهودا جبارة في مجال التنمية الاقتصادية تثير إعجابنا وتقديرنا " ، مضيفا أن المغرب وبريطانيا "ينسجان علاقات سياسية تاريخية قوية ووثيقة للغاية ، لكن التحدي الرئيسي يكمن في تعزيز علاقاتهما الاقتصادية ، ولاسيما في مجالي التجارة والاستثمار". وأوضح أن وزارتي الخارجية في كلا البلدين "تجريان حوارا جيدا يتيح التطرق للعديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك ، وخاصة منها تلك المتصلة بعملية السلام في الشرق الأوسط ، والتنمية في القارة الافريقية والأمن وحقوق الإنسان في العالم" ، مشيرا إلى أن حكومتي البلدين تعملان على مجالات أخرى للتعاون بما في ذلك الجانب الاقتصادي. وأضاف أن الحكومة والقطاع الخاص المغربيين يتطلعان لزيادة حجم التبادل التجاري ، معربا عن ارتياحه للمبادرات التي اتخذها المغرب لعرض واقع الاقتصاد الوطني أمام المنعشين الاقتصاديين البريطانيين. وذكر في هذا الصدد بانعقاد اللقاء الأول حول المبادلات التجارية بين المغرب وبريطانيا في يونيو الأخير بلندن ، منوها بالمجهودات التي تبذلها سفيرة المغرب ببريطانيا الشريفة لالة جمالة العلوي بغية النهوض بالعلاقات الاقتصادية الثنائية. كما أثنى على الدور الذي يضطلع به مجلس الأعمال المغربي البريطاني ورئيسه السيد مصطفى التراب ، في اقتراح "أفكار عملية" على البريطانيين من شأنها أن تعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وبفضل هذه المبادرات ، يضيف الدبلوماسي البريطاني، "أضحى لدى رجال الأعمال وأرباب الصناعة البريطانيين رؤية شاملة عن واقع الاقتصاد المغربي" ، مضيفا أنه رغم هذه الجهود ، لايزال هناك نقص في المعلومات لدى المنعشين الاقتصاديين ببريطانيا. ودعا في هذا الصدد إلى ضرورة القيام بحملات إعلامية لتحفيز المقاولات البريطانية على تكثيف استثماراتها في المغرب والاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد المغربي. - البريطانيون مهتمون بالإستثمار في المغرب - وأوضح في هذا الصدد أن المقاولات البريطانية مهتمة بالعديد من القطاعات في المغرب كالطاقات المتجددة والتعليم ، ولاسيما التعليم العالي عبر التعاون بين الجامعات في كلا البلدين، إلى جانب قطاعي صناعة السيارات والطائرات ، "اللتين وضعهما المغرب ضمن أولوياته". واعتبر السفير البريطاني أن "لدى هذه القطاعات آفاق جيدة في المغرب " ، مؤكدا أن "السوق البريطانية تظل مفتوحة أمام المنتوجات المغربية وخاصة الزراعية منها". وفي حديثه عن القطاع السياحي ، أشار السيد موريس إلى أن مساهمة البريطانيين تقتصر على استثمارات صغيرة من قبيل إعادة تأهيل "الرياضات" في مراكش ، داعيا في هذا السياق إلى معالجة بعض الإكراهات المرتبطة بالاستثمار في هذا المجال وخاصة مسألة العقار. كما تطرق إلى آفاق التعاون في القطاع المالي ، معربا عن استعداد بلاده لدعم المغرب في إحداث مشروع هيكلي للمركز المالي للدارالبيضاء. من جهة أخرى، أكد الدبلوماسي البريطاني على أهمية الفرص التي يتيحها قطاع النسيج في المغرب ، باعتباره قطاعا تقليديا يساهم في خلق فرص العمل ، مشيرا في هذا الصدد إلى بعض الشركات البريطانية التي استقرت بالمغرب لتصدير منتجاتها نحو السوق البريطانية. - العقد الذي فازت به "إنترناشيونال باور" في مجال الطاقة خطوة إلى الأمام - وذكر السيد موريس بأن المجموعة البريطانية " إنترناشيونال باور " فازت مؤخرا بمناقصة لإنشاء واحدة من أكبر المحطات لتوليد الطاقة الريحية في طرفاية، معتبرا أن هذا العقد الذي تصل قيمته إلى 500 مليون دولار ، والأول من نوعه الذي يمنح لمقاولة بريطانية في المملكة منذ سنوات، يمثل "خطوة إلى الأمام ونجاح ذا دلالات عميقة" . وأشار السفير البريطاني إلى أن "إنترناشيونال باور" ، الرائدة عالميا في مجال توليد الطاقة الكهربائية ، اكتسبت خبرة كبيرة في هذا الميدان من شأنها أن تعود بالفائدة على تنمية القطاع في المغرب ، مبرزا أن المجموعة البريطانية ستسمح عبر هذا المشروع ، للعديد من الموردين الأوروبيين بولوج السوق المغربية. - المغرب والاتحاد الاوربي تجمعهما العديد من القواسم المشتركة - من جهة أخرى، تطرق الدبلوماسي البريطاني إلى الوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الأوروبي للمغرب ، مؤكدا على ضرورة "بلورة هذا الاتفاق". وقال " بصفتنا عضوا في الاتحاد الاوربي ، ندرك تماما أن الوضع المتقدم سيمكن من تحقيق التقارب بين الجانبين ، في ظل وجود قواسم مشتركة بين المغرب والاتحاد ، خاصة في الميدان الاقتصادي ". وفي معرض حديثه عن العلاقات بين المجتمعين المغربي والبريطاني ، أكد السيد موريس على الدور الذي يمكن أن يضطلع به الشباب في تحقيق التقارب بين المجتمعين لمواجهة التحديات القادمة ، معربا عن "تأثره البالغ بدينامية الشباب المغربي ".