أكد الخبير الإسباني في العلاقات المغربية الإسبانية ميغيل أنخيل بويول غارسيا أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل ملتزم بخدمة تقدم وتنمية بلده، مشيرا إلى حرص جلالته على تمكين المملكة من بلوغ درجة أعلى من النمو الاقتصادي والاجتماعي. وقال الخبير الإسباني في حديث مع مكتب وكالة المغرب العربي بمدريد إنه "بفضل حكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس والإصلاحات التي أطلقها في مختلف المجالات، صار بإمكان المغرب أن يصبح في السنوات المقبلة احد البلدان الأكثر نموا في المنطقة"، منوها ب"المبادرات الشجاعة التي اتخذها جلالة الملك، منذ اعتلائه العرش"، وب"الإرادة الثابتة " لجلالته من أجل المضي قدما في مسلسل الإصلاحات. وأضاف بويول غارسيا، الذي هو أيضا رئيس مركز الدراسات الإسباني المغربي الموجود مقره في سرقسطة (شمال إسبانيا) "إن جلالة الملك محمد السادس عاهل مصلح أطلق منذ البداية إصلاحات مهمة وعميقة" ستكون لها نتائج إيجابية بالنسبة لمستقبل البلاد"، مسجلا أنه على عكس بلدان المنطقة عرف المغرب كيف يرفع تحديات التحديث والتنمية في إطار الاستقرار. وأبرز أن الإصلاحات التي باشرها المغرب تندرج في إطار ورش "واعد" من أجل ترسيخ النموذج الديمقراطي الحداثي للمغرب، ونوه بالأوراش الكبرى لهذه الإصلاحات، مشيرا بالخصوص إلى مدونة الأسرة التي رسخت المساواة بين الجنسين وإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة٬ التي جعلت من المغرب حالة فريدة على صعيد المنطقة٬ وإصلاح الحقل الديني حول إسلام معتدل ومتسامح والإرادة الراسخة من أجل إصلاح القضاء، من خلال تشكيل الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصلاح منظومة العدالة. واعتبر بويول غارسيا، وهو رجل قانون٬ أن تعديل الدستور "أحد الأحداث الأكثر أهمية في تاريخ المغرب المعاصر"، مشيرا إلى أن المشاركة "الكبيرة "للمغاربة في الاقتراع على الدستور والتصويت المكثف ب"نعم" خلال هذا الاقتراع يعكسان حرص الشعب المغربي على المضي قدما في مسلسل الإصلاحات الذي تم إطلاقه منذ سنوات عديدة. وبعد أن أبرز أن الدستور المغربي الجديد يعد "تقدما حاسما" سيمكن المغرب من مواصلة مسيرته نحو ترسيخ المكتسبات، التي تم تحقيقها في مجالات التقدم والحداثة والديمقراطية٬ لاحظ بويول غارسيا أن المغرب ينهج على الصعيد الاقتصادي مسلسلا للانفتاح على الأسواق الدولية، من أجل جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، مشيرا إلى الثقة التي يحظى بها المغرب لدى المستثمرين الأجانب . وفي تقدير الخبير الإسباني، فان المغرب قطع "خطوات جبارة"في مجال تحديث بنياته الأساسية، لاسيما في مجال الطرق والطرق السيارة والموانيء والمطارات والسكن، مشيرا إلى أن المشاريع التي أطلقت في هذا المجال جاءت لتنضاف إلى الأوراش المفتوحة في القطاعات الأخرى كالسياحة والطاقات المتجددة. ويرى بويول غارسيا أن انفتاح المغرب واستقراره وتماسكه الاجتماعي مكاسب أساسية من شأنها تعزيز قدرة اقتصاد المملكة، منوها بقدرة المغرب على تدبير سياسته الاقتصادية بشكل حكيم في ظرفية مطبوعة بأزمة اقتصادية دولية كبيرة. كما اعتبر أن اتفقات التبادل الحر المبرمة مع القوى الاقتصادية الكبرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي تشكل اعترافا بجدية ومصداقية المغرب كبلد جعل دوما من الدفاع عن قيم حقوق الإنسان والسلام والمساواة والمصالحة أسسا لإرساء دولة الحق والقانون. وتجدر الإشارة إلى أن مركز الدراسات الإسباني المغربي٬ الذي يرأسه بويول غارسيا، يهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون والتبادل الثقافي بين المغرب وإسبانيا، وكذا تمتين الروابط بين مكونات المجتمع المدني بالبلدين عبر أنشطة أكاديمية وسياسية واقتصادية وثقافية وتربوية.