أعلنت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أن البلاد ستشهد ابتداء من اليوم الخميس، وإلى غاية يوم الثلاثاء المقبل، موجة حرارة تتراوح درجاتها بين 38 و48 درجة. وقال محمد بلعوشي، مسؤول قسم التواصل في المديرية، إن موجة الحرارة ستكون مصحوبة ب"الشركي"، خاصة في الجنوب والوسط وداخل المناطق الشمالية والشرقية. وأوضح بلعوشي، في تصريح ل"المغربية" أن موجة الحرارة، مردها إلى هبوب كتل هوائية جافة وحارة قادمة من الصحراء الكبرى، ستهم الأقاليم الجنوبية، وستتجه تدريجيا نحو الشمال، إذ ستشهد درجات الحرارة العليا ارتفاعا خلال النهار، يتوقع أن يتجاوز الدرجات الاعتيادية المسجلة في فصل الصيف. وابتداء من غد الجمعة، ستصل درجات الحرارة إلى ما بين 44 و48 درجة داخل الأقاليم الصحراوية وفي سوس وطاطا، بينما ستتراوح ما بين 38 و44 درجة في منطقة قلعة السراغنة وداخل منطقة الشياظمة والحوز، وفي الجنوب الشرقي والسايس وفي الهضاب العليا. وسترتفع موجة الحرارة تدريجيا، غدا الجمعة، لتصل إلى مناطق السايس وهضبة ولماس وداخل الغرب واللوكوس، مع تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 36 و40 درجة. وابتداء من السبت وإلى غاية الاثنين المقبلين، ستهم موجة الحر، تقريبا، جميع أرجاء المملكة، لتصل إلى المناطق الساحلية واللوكوس والشاوية ودكالة. من الناحية الصحية، أفادت مصادر طبية أن ارتفاع درجة الحرارة يؤثر على جميع الأشخاص، سواء الأطفال أو الرضع أو المسنين، لأنها تؤثر على مناعة الجسم، سيما لدى الطفل، الذين يتأثر دماغه نظرا لحاجته إلى الماء لمقاومة الجفاف مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، كما أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، يتأثروا بارتفاع درجة الحرارة، لذلك من الواجب عليهم اتخاذ الاحتياطات الصحية الضرورية. وعلى رأس هذه الفئة الهشة صحيا، المصابون بأمراض الربو والتهابات المسالك التنفسية، الذين يتأثرون بجفاف الجسم عند عدم شرب الماء، ومرضى السكري، الذين يكونون معرضين لارتفاع الضغط الدموي، والأمر نفسه بالنسبة إلى مرضى القلب والشرايين، الذين ترتفع لديهم دقات القلب، إذ يبذل جهدا كبيرا لتوزيع كمية الدم في الجسم. كما يمكن لمرضى الكبد ومرضى الجهاز البولي التأثر بارتفاع درجة الحرارة، سيما الذين لا يشربون الماء، فيشعرون بآلام في الكلي، حسب ما سبق أن صرح به ل"المغربية" عبد العزيز عيشان، اختصاصي أمراض الحساسية والمسالك التنفسية. وأجمع الاختصاصيون، الذين استفسرتهم "المغربية" بخصوص هذا الموضوع، على ضرورة شرب الماء بشكل منتظم خلال اليوم (لتر ونصف)، موزع على فترات خلال النهار، لضمان رطوبة الجسم، مع ضرورة اتقاء أشعة الشمس سيما خلال فترة الذروة. من جهتها، قالت حكيمة بنشيخي، نائبة رئيس جمعية "جلدي"، في وقت سابق ل"المغربية" إن جميع الناس، كبارا وصغارا، مطالبون بالابتعاد عن أشعة الشمس بين 11 صباحا و5 مساء، مع تجنب ارتداء ملابس كاشفة للأذرع، والحرص على وضع قبعة واقية على الرأس، وكريمات تحمي جلد الوجه من الأشعة فوق البنفسجية للشمس لتجنب احتراق خلايا الجسم، والاحتماء بمظلات قرب البحر، سيما بالنسبة للأطفال لتجنب إصابتهم بخلل في الدماغ. ومن النصائح التي يقدمها الاختصاصيون لمقاومة ارتفاع حرارة الجسم المفاجئة، أخذ حمام دافئ في البيت لمدة دقيقة أو دقيقتين، على أساس زيارة الطبيب لإجراء فحص طبي، في حالة عدم تحسن الحالة الصحية، واستمرار حرارة الجسم.