تواصل جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، حملة وطنية للتوعية والتحسيس بأهمية اتخاذ جميع التدابير الصحية والوقائية لتفادي الإصابة بداء السرطان، والتي كانت أطلقتها بداية الأسبوع الماضي. ويصاحب هذه الحملة تنظيم مجموعة من الأنشطة، وإيداع وبث وصلات إشهارية تحسيسية عبر وسائل الإعلام، وتوزيع المناشير في المؤسسات الصحية، لرفع الوعي لدى المواطنين، وإرشادهم إلى اتباع سلسلة من السبل لضمان حياة سليمة، خالية من الإصابة بداء السرطان، عبر الحث على تغيير السلوكات والعادات الغذائية، بشكل تدريجي، لخفض مخاطر الإصابة بالسرطان. وتتضمن الحملة التحسيسية تقديم نصائح طبية عن السلوك العذائي الأفضل، وعلى رأسها الدعوة إلى الإكثار من تناول الخضر والفواكه، وتجنب الإفراط في تناول السكريات، والحث على ممارسة النشاط البدني، على الأقل 30 دقيقة في اليوم. وتأتي هذه الحملة الوطنية بالموازاة مع تزايد عدد الإصابات المسجلة بداء السرطان في المغرب، إذ تظهر أكثر من 40 ألف حالة إصابة جديدة بالداء كل سنة، بينها أكثر من ألف حالة لدى الأطفال، وما بين 13 ألفا و30 ألف إصابة سنويا بسرطان الثدي، وأكثر المصابات به تتراوح أعمارهن بين 45 و55 سنة، حسب احصاءات جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان. وفي هذا الإطار، أفاد عبد اللطيف بن ايدار، عضو المجلس العلمي لجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، في تصريح ل"المغربية"، أن الحملة التوعوية تأتي بعد وقوف جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان على تزايد عدد الإصابات بسرطان القولون والمستقيم، سنويا، إذ يعتبر ثالث مرض سرطاني عند الرجل، بعد سرطان الرئة والبروستات، ورابع مرض يظهر لدى النساء، بعد سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم والغدة الدرقية. وأوضح بن ايدار، الذي يشغل منصب رئيس مصلحة طب الأنكولوجيا في مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، أن الحملة تهدف إلى تنبيه المواطنين إلى مخاطر تغير سلوكاتهم الغذائية، التي أضحت مبنية على تناول الوجبات السريعة، والغنية بالشحوم الحيوانية، إلى جانب إكثارهم من تناول اللحوم الحمراء، ومن السكريات، سيما في القهوة والشاي، والإفراط في تناول الملح، سيما في الأغذية المعلبة بطريقة التمليح. ونبه الاختصاصي إلى مخاطر الابتعاد عن تناول الخضر والفواكه، مع عدم الحركة والابتعاد عن أي نشاط بدني، داعيا إلى الحركة في أماكن العمل، وتجنب استعمال المصاعد في الحالات غير الضرورية، موضحا أن ممارسة الرياضة تفيد خفض احتمالات الإصابة بداء السرطان، وخلافا لذلك، فإن الخلية السرطانية تتغذى من الذهنيات المتراكمة في الجسم، ومن السعرات الحرارية الزائدة، ما يساعدها على التطور والتكاثر. من جهة أخرى، تفيد الدراسات والتقارير الصادرة عن جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، أن السبيل الوحيد للوقاية من مضاعفات داء السرطان هو الكشف المبكر وتشخيصه من قبل الأطباء المتخصصين، للشروع مبكرا في البروتوكولات العلاجية، التي ترفع الأمل في الحياة إلى ما بين 95 إلى 100 في المائة. وتفيد المعطيات العلمية ذاتها أن العلاج من داء السرطان أضحى ممكنا بفعل التطورات، التي تعرفها العلاجات، إذ أن 9 أشخاص من بين 10 مصابين بالداء يتأتى شفاؤهم، شريطة التشخيص المبكر.