شهدت مدينة الرستن، فجر أمس الأحد، قصفا عنيفا، فيما جرت اشتباكات بين القوات النظامية و"كتائب معارضة" في عدد من المناطق السورية، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة. بعض جثامين الأطفال الذين قضوا في مجزرة الحولة (خاص) وذكر المرصد أن مدينة الرستن التابعة لريف حمص (وسط) والخارجة عن سيطرة النظام، منذ أشهر تعرضت "لقصف عنيف". تأتي هذه التطورات، غداة مقتل 24 شخصا بينهم ثلاثة في محافظة أدلب (شمال غرب) ومواطن بمدينة حماة وثلاثة مدنيين بينهم سيدتان في ريف درعا ومواطن في عربين (ريف دمشق) وتسعة أشخاص في ريف حمص و5 مواطنين بينهم سيدة في دمشق ومواطنان في ريف حلب. وارتفع عدد شهداء مجزرة الحولة إلى 114 بينهم نحو 32 طفلا، بعد أن جرى أدانت تسليم المزيد من جثامين الشهداء بوجود المراقبين والعثور على جثامين آخرين. من جهتها، دانت هيلاري كلينتون "فظاعة" المجزرة التي أودت بحياة 92 شخصا في مدينة الحولة السورية، مجددة الدعوة إلى إنهاء إراقة الدماء في البلاد. وأشارت كلينتون إلى أن الولاياتالمتحدة تعمل مع حلفائها الدوليين لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد، و"أعوانه" بعد المعلومات بشأن مجزرة الحولة، مؤكدة أن "حكم القتل والخوف يجب أن ينتهي". وتنوي إدارة الرئيس باراك أوباما العمل مع روسيا حول خطة لرحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة على نموذج الخطة اليمنية حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أمس الأحد. وقالت الصحيفة إن الخطة تدعو إلى تسوية سياسية ترضي المعارضة السورية وهدفها تطبيق عملية انتقالية على نموذج تلك الجارية في اليمن. وأضافت الصحيفة أن نجاح الخطة لتوسيع الأزمة في سوريا رهن بروسيا الحليف الرئيسي لدمشق التي تعارض تنحي الأسد. وسيعرض أوباما هذا الاقتراح على الرئيس فلاديمير بوتين، الشهر المقبل، خلال أول اجتماع لهما، منذ عودة بوتين إلى الكرملين في السابع من ماي بحسب الصحيفة. وبحث توماس دونيلون، مستشار الأمن القومي الأميركي الخطة مع بوتين في موسكو قبل ثلاثة أسابيع حسب الصحيفة. وعندما اقترحها أوباما مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، خلال قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد، الأسبوع الماضي، كان موقف الأخير إيجابيا، مؤكدا أن موسكو تفضل هذا السيناريو على غيره، حسب نيويورك تايمز. عربيا، أعلنت الكويت أنها تجري اتصالات مع باقي الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية، بعد المجزرة، التي شهدتها بلدة حولة السورية وراح ضحيتها العشرات، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، أمس الأحد. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن الكويت بصفتها تترأس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية "بصدد الاتصال بالأشقاء (العرب) لعقد اجتماع طارئ على المستوى الوزاري لتدارس الوضع واتخاذ الخطوات الكفيلة بوضع حد للممارسات القمعية بحق الشعب السوري". وأعرب المسؤول عن "إدانة واستنكار" الكويت "للجريمة البشعة، التي ارتكبتها قوات النظام السوري في بلدة حولة". كما أفاد أن الكويت باشرت اتصالاتها لحث المجتمع الدولي على "الاضطلاع بمسؤولياته". وكانت الإمارات العربية المتحدة طالبت بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة، التي أودت بعشرات المدنيين في الحولة وأثارت تنديدا دوليا عارما. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوث المنظمة الدولية لسوريا، كوفي عنان، أول أمس السبت، أن مجزرة الحولة، التي اتهم معارضون سوريون النظام بارتكابها وقال المراقبون الدوليون إنها أسفرت عن 92 قتيلا، تشكل انتهاكا "صارخا ورهيبا" للقانون الدولي. واعتبر بان وعنان أن "هذه الجريمة الصارخة والرهيبة، التي استخدمت فيها القوة في شكل أعمى وغير متكافىء تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولالتزامات الحكومة السورية بوقف استخدامها السلاح الثقيل في المدن و(بوقف) العنف مهما كان". وشددا على أن "منفذي هذه الجرائم ينبغي محاسبتهم".