تشير الوضعية الوبائية لداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) في المغرب، إلى إصابة 6 آلاف و500 شخص بالداء، منذ ظهور أول إصابة في المغرب، سنة 1986 في حين يقدر عدد الحاملين للفيروس بأكثر من 28 ألف شخص، حسب مصادر من المنظمة الإفريقية لمحاربة الداء. وتعتبر النساء الأكثر إصابة بالسيدا، بنسبة 48 في المائة، وأغلب الإصابات مستوطنة في ثلاث جهات من المغرب، هي سوس ماسة درعة، حيث تصل النسبة إلى 25 في المائة، ومراكش تانسيفت بنسبة 18 في المائة، وجهة الدارالبيضاء الكبرى، بنسبة 12 في المائة. وتشهد المناطق الحضرية أعلى نسبة من المصابين، بنسبة أكثر من 78 في المائة. وتعد العلاقات الجنسية غير المحمية على رأس قائمة طرق انتقال العدوى بالداء في المغرب، بنسبة 89 في المائة، ويحتل الشذوذ الجنسي نسبة 84 ضمن أسباب انتقال المرض إلى الأصحاء. ونظمت المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، الأربعاء الماضي في الرباط، الملتقى الخامس الدولي حول الأمراض المنقولة جنسيا وأمراض السيدا، للنقاش حول التدابير والإجراءات الواجب إعمالها لحماية المرأة من الإصابة بالداء، وكيفية سبل حماية الجنين أو الوليد الجديد من انتقال العدوى إليه من أمه المصابة بفيروس السيدا، بمشاركة خبراء من دول عربية وإفريقية وأجنبية، وأطر من وزارة الصحة وفاعلين جمعويين. وأوضح عزور التوسي، عضو بالمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، في تصريح ل"المغربية"، أن المنظمة تسعى إلى التوصل إلى مجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية لحماية المواليد الجدد من إصابتهم بالسيدا، انطلاقا من المصابات، في أفق خفض والحد من عدد الأطفال المصابين بداء السيدا في المغرب. وأفاد التوسي، الذي يشغل أيضا منصب أستاذ باحث، أن من شأن الاتفاق على التدابير الوقائية خفض نسبة إصابة الجنين والوليد الجديد إلى 2 في المائة، بينما كانت تصل في وقت سابق إلى 45 في المائة. وتحدث عن وجود مجموعة من الإجراءات الوقائية لحماية الوليد الجديد، عبر تتبع صحة الحامل طيلة فترة الحمل، وخلال الوضع وبعده، لمراقبة صحة الوليد، مشيرا إلى وجود تجربة في مستشفى الليمون بالرباط، حيث يجري التنسيق بين وزارة الصحة والمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا لإعمال هذه التدابير الوقائية عبر التشخيص المستمر للحامل. من جهة أخرى، أفادت مصادر طبية أنه يصعب على الجهات الطبية الحسم في عدد الأطفال المصابين بالسيدا في المغرب، بسبب غياب أرقام دقيقة حول عدد النساء الحوامل المصابات، ما لا يساعد على تحديد عدد المواليد الجدد المحتمل انتقال الإصابة بالفيروس إليهم من الأم. وأفادت المصادر أن بعض التقديرات تشير إلى أن عدد المواليد الجدد الحاملين للفيروس يناهز 150 حالة جديدة في السنة، استنادا إلى عدد الولادات المفترضة سنويا، التي لا تقل عن 713 ألف ولادة، إلى جانب اعتبار النسبة المائوية لعدد المصابات بالسيدا، أو الحاملات للفيروس من النساء الحوامل، التي تصل إلى 0.06 في المائة، وأخذا بالاعتبار نسبة 35 في المائة لاحتمال مرور الفيروس من الأم إلى الجنين في حالة انعدام الوقاية، وعدم تتبع الإجراءات الوقائية طيلة فترة الحمل وخلال فترة الوضع. يشار إلى أن فيروس فقدان السيدا ينتقل من الأم لطفلها، إما خلال فترة الحمل، أو أثناء الولادة، لكن نادرا ما ينتقل الفيروس عن طريق الرضاعة. ويمكن حماية الأطفال من انتقال العدوى إليهم من الأم، من خلال توعيتها بوجود أدوية مساعدة على ذلك، وحثها على الوضع بالطريقة القيصرية، ويسهل تطبيق هذه الإجراءات الوقائية كلما كانت الأم على علم بإصابتها.