يبدو أن مسلسل التشويق والإثارة سيطول كثيرا داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، إذ ارتفعت حدة المشاكل، التي يواجهها الرئيس صلاح الدين مزوار، بعد أن أعيد تجديد الثقة فيه على رأس الحزب قبل أيام إذ قاد 3 نواب برلمانيين ينتمون لفريق الأحرار احتجاجات ضد رئيس الحزب، عقب "إقصاء" الجهات التي ينتمون إليها من العضوية في المكتب السياسي للحزب. وذكرت مصادر من داخل حزب التجمع الوطني للأحرار أن كلا من محمد عبيدلات، ومحمد بوبكر، ومحمد الجماني غادروا المقاعد المجاورة لرفاقهم في مجلس النواب، وتابعوا الجلسة، التي حضرها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الاثنين الماضي، بشكل مستقل، احتجاجا على "إقصائهم من طرف مزوار". وأضافت المصادر نفسها أن ما أثار حنق البرلمانيين الثلاثة، هو "نكث مزوار بوعده" لأعضاء المجلس الوطني المتحدرين من الأقاليم الجنوبية، بتمثيلها في المكتب السياسي للحزب. واعتبرت مصادر مقربة من رئيس الحزب أنه "غير مسؤول عما حدث، لأن باقي الجهات لم تصوت لمرشحي الصحراء، ورغم ذلك اعتذر، معتبرا أن الحزب لا مصلحة له في إقصاء صحراويين". وذكرت مصادر "المغربية" أن هذه التطورات تأتي عقب بوادر الانشقاق الثالث التي بدأت تلوح في الأفق داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي سبق أن شهد حركتي انشقاق، الأولى كانت سنة 1981، عندما غادره أرسلان الجديدي، وأسس الحزب الوطني الديمقراطي، قبل أن يليه عبد الرحمان الكوهن، الذي أسس حزب الإصلاح والتنمية، بعد خلاف مع الرئيس المؤسس، أحمد عصمان. وأضافت مصادر من داخل "التيار التصحيحي لحزب التجمع الوطني للأحرار"، أن كلا من عبد الهادي العلمي، العضو السابق بالمكتب التنفيذي، الذي لم تجدد فيه الثقة، خلال محطة انتخاب أعضاء المكتب السياسي، السبت الماضي، قدم استقالته من الحزب، إلى جانب أسماء أخرى، بينها عبد الكامل الرغاي، وعزيز الزروالي، ومحمد رشاد. وأضافت المصادر نفسها أن هذه الاستقالات تنضاف إلى الاستقالة المفاجئة، التي سبق أن قدمها عزيز أخنوش، وتلتها أخيرا، استقالات لمجموعة من "المناضلين" يمثلون الأقاليم والمدن داخل "التيار التصحيحي". وأشارت المصادر نفسها إلى أن "التنسيقية الوطنية للتيار التصحيحي"، عقدت اجتماعا الخميس قبل الماضي بالدارالبيضاء، تدارست خلاله نتائج المؤتمر الخامس للحزب، وموقف مقاطعة المؤتمر، الذي اتخذه "التيار التصحيحي"، وخلص الاجتماع إلى اتخاذ قرار بتقديم استقالة جماعية من الحزب، مضيفة أن أعضاء "التيار التصحيحي" قرروا الانفصال عن الحزب، وتأسيس إطار تنظيمي بديل يحتوي جميع الغاضبين والمستقيلين.