بدأت بوادر انشقاق ثالث تلوح داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي سبق أن شهد حركتين انشقاقيتين، الأولى كانت سنة 1981، عندما غادره أرسلان الجديدي، وأسس الحزب الوطني الديمقراطي، قبل أن يليه عبد الرحمان الكوهن، الذي أسس حزب الإصلاح والتنمية، بعد خلاف مع الرئيس المؤسس، أحمد عصمان. وذكرت مصادر مطلعة من داخل "التيار التصحيحي لحزب التجمع الوطني للأحرار"، ل"المغربية" أن كلا من عبد الهادي العلمي، العضو السابق بالمكتب التنفيذي، والذي لم تجدد فيه الثقة خلال محطة انتخاب أعضاء المكتب السياسي، السبت الماضي، قدم استقالته من الحزب، إلى جانب أسماء أخرى، بينها عبد الكامل الرغاي، وعزيز الزروالي، ومحمد رشاد. وأضافت المصادر نفسها أن هذه الاستقالات تنضاف إلى الاستقالة المفاجئة، التي سبق أن تقدم بها عزيز أخنوش، وستليها استقالات لمجموعة من "المناضلين" يمثلون الأقاليم والمدن داخل "التيار التصحيحي". وأشارت المصادر نفسها إلى أن "التنسيقية الوطنية للتيار التصحيحي"، عقدت اجتماعا الخميس الماضي بالدارالبيضاء، تدارست خلاله نتائج المؤتمر الخامس للحزب، وموقف مقاطعة المؤتمر، الذي اتخذه "التيار التصحيحي"، وخلص الاجتماع إلى اتخاذ قرار بتقديم استقالة جماعية من الحزب، مضيفة أن أعضاء "التيار التصحيحي" قرروا الانفصال عن الحزب، وتأسيس إطار تنظيمي بديل يحتوي جميع الغاضبين والمستقيلين. وتأتي هذه التطورات بعد أن استكمل الحزب، ظهر الأحد الماضي، هياكله، بانتخاب أعضاء مكتبه السياسي، البالغ عددهم 30 عضوا خلال مجلسه الوطني المنعقد بمكتب الصرف بالدارالبيضاء، عقب مؤتمره الوطني الخامس، الذي انعقد قبل أيام بالرباط. ونجح عدد من "صقور" الحزب في الحفاظ على مقاعدهم داخل تشكيلة المكتب السياسي، أبرزهم مصطفى المنصوري، الذي ألحق بالمكتب السياسي دون أن يخضع لمسطرة التصويت، نظرا "لمكانة" الرجل وسط الحزب، فيما احتل محمد عبو المرتبة الأولى، متبوعا برشيد طالبي علمي، وحسن عكاشة، وأنيس بيرو، وعبد القادر سلامة، ومحمد بوعلي، والمعطي بنقدور، ومنصف بلخياط، وعبد الرزاق بنكيران، وعبد العزيز الحافظي، وحسن بنعمر، ووديع بنعبد الله، وعبد الله الغوثي، ومحمد أوجار، ومحمد بوهدود. وخصصت كوطا للنساء حصرت في تسعة مقاعد، إضافة إلى 6 مناصب للشباب، وتمكنت امباركة بوعيدة من احتلال المرتبة الأولى في لائحة النساء، بحوالي 475 صوتا، متبوعة بأمينة بنخضرا، ونوال المتوكل، ونعيمة فرح، وفاطمة الليلي، وسميرة القاسمي، ونبيلة الرميلي، ورشيدة الإسماعيلي. وكان الحزب انتخب صلاح الدين مزوار رئيسا لولاية ثانية، لأربع سنوات، بألف و928 صوتا، مقابل 115 صوتا لفائدة منافسه رشيد الساسي، الذي انسحب قبل الإعلان عن النتائج النهائية للتصويت.