يشهد مستشفى الأطفال التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، الأسبوع الجاري، حالة استنفار، بعد استقباله عددا وصف ب"المهم" من الحالات التي يشتبه في إصابتها بداء التهاب السحايا (المينانجيت)، الذي تلزمه عناية خاصة حتى لا تنتقل العدوى إلى الآخرين. وعاينت "المغربية" حالات أطفال وضعوا تحت العناية الطبية لمتابعة تطورات المرض، الذي تبقى أهم أعراضه، التقيؤ وارتفاع درجة حرارة الجسم، وآلام الرأس والإرهاق الشديد، وفقدان الوعي في الحالات المتقدمة، وتحول لون المريض إلى الرمادي. وحسب مصدر طبي، فإن حدة المرض تختلف من مريض إلى آخر، مشيرا إلى أن الداء عبارة عن فيروس لا يرتبط أساسا بارتفاع حرارة الطقس، وإنما يحتمل أن تكون موجة الحرارة الحالية سببا غير مباشر في انتشاره. وأشار المصدر نفسه إلى أن أكثر أنواع "المينانجيت" المنتشرة في المغرب هي نوع "باء"، بنسبة 80 في المائة، غير أن أغلب المستشفيات بالمغرب لا تتوفر على لقاحات واقية منه، مقابل توفر لقاح مضاد للنوع "أ" و"س"، إذ يظل الكشف المبكر عن الإصابة ب"المينانجيت"، من خلال التعرف على أعراضه، السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المصاب. ولاحظت "المغربية" أن أغلب الحالات تهم أطفالا لم يتجاوزوا عقدهم الأول. وقال مصدر مطلع إن مصحة للضمان الاجتماعي بالحي الحسني، شهدت بدورها استقبال عدد من الرضع، ظهرت عليهم أعراض التهاب السحايا، إذ تغيرت سلوكاتهم من خلال بكاء متواصل، وميل لونهم إلى الرمادي، مع حدوث تشنجات. وربط مصدر مطلع بين أجواء الحرارة، التي تشهدها المملكة خلال الأسبوع الجاري، وانتشار الفيروس في صفوف الرضع، الذين لا تكون لديهم المناعة الكافية، وقال إن صغار السن يعتبرون الأكثر تعرضا لهذا الداء، إذ أن 15 في المائة من حالات الوفاة نتيجة التهاب السحايا تكون في صفوف الأطفال بين سن الثالثة والخامسة، في حين تسجل 50 في المائة من هذه الحالات في صفوف الأطفال أقل من سنة.