لا تلهث وراء الانتشار والشهرة، بقدر ما تبحث عن الكلمة الجيدة والنغمة الجميلة، لذلك فهي تتريث في اختيار أغانيها الطربية، التي لفتت انتباه الجمهور إليها منذ مشاركتها في برنامج المسابقات الغنائية "استوديو دوزيم" إنها الفنانة نجاة الرجوي، التي عادت إلى نشاطها الفني أخيرا، بعد فترة غياب قصيرة. ولمعرفة جديدها وأخبارها، كان ل "المغربية" مع نجاة الرجوي، الحوار التالي. بعد غياب، عدت إلى نشاطك الفني من خلال أعمال فنية جديدة، ما هي هذه الأعمال، وما سبب ذلك الغياب؟ الغياب لم يكن طويلا، بل دام فقط لمدة الحمل والولادة، بل إنني شاركت في مجموعة من البرامج التلفزيونية أثناء فترة الحمل، من بينها برنامج "سهران معاك الليلة"، الذي تبثه القناة الثانية "دوزيم". أما الجديد، فعبارة عن أغنية جديدة "سينغل"، بعنوان "غالي" من كلمات هبد القادر مدكوري، وألحان ابراهيم بركات، وتوزيع جلال الحمداوي. سمعت أنك ستصورين الأغنية بطريقة الفيديو كليب، هل هذا صحيح؟ فعلا، صورت الأغنية بطريقة الفيديو كليب، تحت إدارة المخرج الفرنسي بيكا، وداليا الغزيوي في الإشراف على الإنتاج. أصدرت مجموعة من الأغاني المنفردة (سينغل)، ألم تفكري في خوض تجربة "الألبوم"؟ أؤجل فكرة الألبوم في الوقت الحالي، خاصة أنني أعتمد على الإنتاج الشخصي لإصدار الأغاني، في ظل غياب شركات الإنتاج. والأكيد أنني سأخوض تجربة الألبوم عندما يصبح في رصيدي 8 أو 9 أغاني منفردة، علما أن شركات الإنتاج الكبرى تفضل حاليا إصدار أغاني منفردة لفنانيها، عوض الألبوم، الذي لا ننكر أنه يظلم بعض الأغاني، إذ تمر هذه الأخيرة مرور الكرام في الألبوم، ولا ينتبه إليها الجمهور. شاركت أخيرا في إحياء إحدى سهرات الموسم التاسع من برنامج "أستوديو دوزيم" الذي كنت إحدى خريجاته في 2006، ما رأيك في هذه الدورة ومشتركيها؟ أظن أن المستوى الفني للمشتركين خلال الدورات السابقة من البرنامج كان أحسن، إذ كان الجمهور ولجنة التحكيم يختارون في اختيار الفائز، أما هذه السنة، فمن السهل معرفة الأصوات الجيدة، وحيث إن هناك صوتين أو ثلاثة مميزين. والجميل في الدورة التاسعة أنها تحتفي بالأغنية المغاربية وفناني المغرب والعربي، ويشجع على الوحدة المغاربية. وأحيي صاحب الفكرة، خاصة أن فناني المغرب العربي وتراثنا الفني المغاربي يستحق أن تسلط عليه الأضواء، ويتعرف عليه الجمهور أكثر. منذ تخرجك من "استوديو دوزيم" إلى الآن، هل أنت راضية على الدعم الذي قدمته لك القناة الثانية؟ الحمد لله أنا راضية جدا، خاصة أنني حللت ضيفة على جميع برامج القناة تقريبا. وهي برامج من العيار الثقيل، حضرت فيها مع فنانين معروفين، وهي فرص لا تتاح للكل.ورغم أن دوزيم ليست شركة إنتاج إلا أنها تحرص على مواكبة مسار المواهب التي اكتشفتها، والتي تشكل فئة الجيل الجديد من الفنانين الذين يوجدون في الساحة الفنية الآن. وتعد فرصة التعرف على الجمهور المغربي التي توفرها القناة الثانية، أكبر دعم يمكنها أن تقدمه للفنانين الشباب، وعلى هؤلاء الاعتماد على أنفسهم بعد ذلك، علما أنها تنتج للفائزين أغاني وفيديو كليبات. وأتمنى أن يشهد المغرب تأسيس شركات إنتاج تتعاقد مع القناة الثانية لاحتضان المواهب الغنائية المميزة، مثلما هو الحال في قنوات عربية أخرى، ك"إم بي سي" مثلا. لماذا في رأيك تحظى المواهب المغربية بالنجاح الجماهيري الأكبر، عندما تشارك في برامح مسابقات غنائية عربية؟ ببساطة، لأنها تنال أيضا بالدعم الإعلامي الجيد، بالإضافة إلى المتابعة الجماهيرية التي تحظى بها تلك البرامج، خاصة عندما تستقطب عشاق النجوم الكبار الذين تستضيفهم في سهراتها، والذين يدعمون تلقائيا بعد ذلك المشترك الذي ينال إعجابهم بصوته وطريقة أدائه. من جهة أخرى، تكسب المواهب المغربية التي تشارك في برامج مسابقات عربية حبا ودعما عفويا من قبل الجمهور المغربي، تفرضه الروح الوطنية، فيساندون مواطنهم من خلال التصويت وعبارات التشجيع والدعم. بخلاف ذلك، تتميز البرامج المذكورة بقدرتها الهائلة على صناعة النجوم، من خلال دعم شركات الإنتاج، وتوفير كافة الإمكانيات. كيف تقيمين مسارك الفني مقارنة مع باقي زميلاتك؟ لا يمكن للفنان أن يكون راضيا على مساره الفني بشكل تام، وإلا سيكون مغرورا، ولكن بصفة عامة، استطعت إصدار مجموعة من الأغاني التي نالت استحسان الجمهور، بإمكانيات متواضعة، في ظل غياب الدعم وشركات الإنتاج، ومع ذلك، قطعت أشواطا لا بأس بها، وشاركت في عدة مهرجانات داخل المغرب وخارجه، كما كرمت في الجزائر أخيرا من طرف أكاديمية المجتمع المدني الجزائري، التي تدعم فناني المغرب العربي الشباب، حيت أنتجوا لي أغنية "الطريق الثالث". من جهة أخرى، أحاول أن أخطو بثبات، وأن أتريث في اختيار أغاني، خاصة أن الجمهور اعتاد على نجاة الرجوي التي تؤدي الأغاني الطربية، لذلك لا أريد أن أختار أغان تقل عنها مستوى. ماذا بعد "ياغالي"؟ سجلت أغنية لبنانية "ديو" بمشاركة الفنان اللبناني إلياس طه، بعنوان "قلتلك بحبك"، من كلمات اللبناني عصام حنا، وألحان ناصف عروق، ومن المنتظر أن نصور الأغنية بطريقة الفيديو كليب، خلال الأيام القليلة المقبلة. ألم تجدي صعوبة في أداء اللون اللبناني؟ لم تكن الصعوبة كبيرة، خاصة أنني سجلت الأغنية في حضور الملحن والشاعر. هل تتوقعين أن تمنحك هذه الأغنية الانتشار العربي؟ لا أفكر بشكل كبير في الانتشار، بقدر ما تجذبني النغمة والكلمة الهادفة، وتحرك في الحماس لغنائها، بغض النظر عما ستحققه من نجاح. وأتمنى أن تنال الأغنية إعجاب الجمهور، كما نالت إعجابي قبل أن أؤديها.