لا يمكن اعتبارها مجرد فنانة مغربية قادرة على أداء جميع الألوان الموسيقية والغنائية، من فلكلور وموشحات ومواويل وأغاني كلاسيكية، بل هي مرآة تعكس كل ما تحمله نفحات الصحراء وعبقها التراثي الأخاذ، وهي أيضا المرأة المغربية الجادة إنها سعيدة شرف، التي لم تكتف بالغناء فقط، بل حاولت أن تجد لها في سوق شركات الإنتاج مكانا، فأصبحت مسؤولة عن تنظيم حفلات ومهرجانات، في المغرب وخارجه. ورغم انشغالها بالشركة، أصدرت سعيدة شرف، أخيرا، أول ألبوم غنائي لها، بعنوان "أمانيه"، وتستعد لإحياء مجموعة من الحفلات والمهرجانات داخل المغرب وخارجه، عن الألبوم، وعن الزي الصحراوي الذي حاولت سعيدة مزجه بتفاصيل الزي المغربي التقليدي، كان ل"المغربية"، مع هذه الفنانة، الحوار التالي. شاركت أخيرا في البرايم الثالث من النسخة التاسعة لبرنامج "استوديو دوزيم"، وهي ليست المرة الأولى التي تشاركين فيها في هذا البرنامج، ما رأيك في المواهب المشاركة هذه السنة، وما سر حرصك على المشاركة في برامج اكتشاف المواهب الشابة؟ بالنسبة لي المشاركة في "استوديو دوزيم"، كانت لها نكهة خاصة، إذ أطللت على الجمهور بشكل مختلف، وقدمت أغنية جديدة بعنوان "عمي بالجاسم"، من ألبومي الأول، الذي أصدرته أخيرا، بعنوان "أمانيه"، ويضم 5 قطع بالحسانية و3 مختلفتين. وأعتقد أن الجميل في البرايم الثالث الذي عرضته القناة الثانية، هو "التريو" الجميل الذي جمع بين الأمازيغية والصحراء وإفريقيا، وسعدت بالغناء إلى جانب المبدعين حميد القصري وعائشة تاشينويت، على خشبة "استوديو دوزيم"، وبالمناسبة، فنحن نحضر ل"تريو" جديد، بأغنية مختلفة، ستصدر قريبا، من شأنه أن يعبر عن الانسجام والتلاحم في المقامات بين ما هو كناوي وأمازيغي وصحراوي. أما عن المشاركة في "استوديو دوزيم"، لأكثر من مرة، فتعود لرغبتي الدائمة في مساندة المواهب الغنائية الشابة، وأتمنى لمتبارين في النسخة التاسعة التوفيق، وتحقيق النجاح، من أجل النهوض بالأغنية المغربية والمغاربية، والتعريف بها عربيا وعالميا. ألا ترين أنك تأخرت كثيرا في إصدار ألبومك الأول، كيف راودتك فكرة إصدار الألبوم، بعد مجموعة من الأغاني المنفردة "السينغل"؟ في الحقيقة يبقى هاجس الفنان الدائم عند إصدار الألبوم، هو الخوف من القرصنة، لكنني وبعد أن أصدرت مجموعة من الأغاني "السينغل"، قررت إصدار ألبوم غنائي بطريقة احترافية، استجابة لإلحاح شريحة كبيرة من الجمهور، وحاولت أن أدرج في الألبوم مجموعة من الألوان الغنائية التي يفضلون سماعها، ورغم التأخير الذي تحدثت عنه، فأنا أرى أنني استعجلت إصدار الألبوم، لأن اختياراتي صعبة نوعا ما، فأنا لا أستطيع أن أقول إنني أعرف كل شيء أو راضية عن كل شيء، وأؤمن بمقولة سقراط التي تقول "كل ما أعرفه هو أنني لا أعرف شيئا". وماذا عن الفيديو كليب، هل تفكرين في تصوير بعض أغانيك؟ (ضاحكة)، بطيعة الحال، فبما أنني نجحت في إنقاص وزني، يجب أن أستغل هذه الفرصة، خاصة مع "اللوك الجديد"، الذي قررت الظهور به، إذ سأمزج بين ارتداء "الملحفة" الصحراوية، والقفطان المغربي التقليدي. وأحمل من خلال هذا الزي الجديد مجموعة من الإيحاءات والرسائل، فبالنسبة لي، لن تكون الملحفة في شكلها الجديد، مجرد ثوب ممزوج مع ثوب آخر، بل يعني محاكاة الشمال للجنوب، ومحاكاة الشرق لغرب المغرب، ولن أتوقف عند السفيفة، بل سأستعمل الملحفة بالطرز أيضا، وأردت من خلال ذلك أن أخرج عما هو تقليدي، وسأحافظ على الملحفة كما هي مع إضافة لمسات تقليدية محضة. من يساعدك في اختيار أزيائك، خاصة التي تطلين بها في سهراتك؟ هناك صديقتي الأبيض، ولمياء هي أعز صديقاتي، هي عيني التي أرى بها الموضة والألوان، وبالنسبة للإكسسوارات، هذه السنة، تجرأت وسأضيف لمسة هندية في الإكسسوارات التي أستعملها، خاصة على مستوى الشعر، والتي لا تختلف عن الطابع الصحراوي، القريب نوعا منها من الشكل الهندي. وحاولت أن أحرص على تمازج الألوان، سواء في طريقة اللباس أو الإكسسوار، باستغلال موهبة الرسم التي أنعم الله بها علي. إلى أي حد ترين أن المظهر وشكل الفنان، يساعد في بناء شخصيته الفنية ويكرس نجوميته؟ إلى حد كبير، فأنا أسعى إلى رسم شخصيتي الفنية، وهويتي الصحراوية بحشمتها ووقارها، مع إضافة بعض اللمسات الخاصة بي، التي قد تجعلها محط اهتمام الجمهور، ولما لا معارض الأزياء، خاصة أن الملحفة مغيبة تماما عن اهتمام دور الأزياء. يتحدث الكثيرون عن قدرتك العجيبة على إنقاص وزنك في الفترة الأخيرة، خاصة بعد أن ازداد بشكل ملحوظ بعد الولادة، فما السر في هذه النحافة؟ بالفعل، ازداد وزني بشكل كبير بعد ولادة طفلي، ويعود الفضل لزوجي الذي شجعني على ممارسة الرياضة بشكل مكثف، مع اتباع حمية بسيطة، ساعدتني على إنقاص وزني بشكل كبير، وبالنسبة لي حققت هدفا كنت أسعى جاهدة لتحقيقه. هل اتبعت حمية طبيعية من أجل إنقاص الوزن؟ طبعا، أنا أتبع وصفة خاصة، إذ أعتمد على مشروب يومي يتكون من قطعة من الزنجبيل الطري، مفروم مع حبة ليمون، وحبة أخرى "بامبلوموس"، في لتر ونصف من الماء، وهو مشروب يساعد على خفض الوزن بشكل فعال. هل حققت شركة الإنتاج الخاصة بك، ما كنت تتطلعين إلى تحقيقه من خلالها؟ لا أستطيع أن أقول إنني حققت كل أهدافي من خلال الشركة، لكنني نظمت مجموعة من السهرات والمهرجانات، منها مهرجان "التبوريدة" في بروكسيل، بمشاركة أزيد 100 فرس، من المغرب، و5 فرق مغربية، ومن المنتظر أن ينظم في الفترة من 4 و6 ماي المقبل، وأنا أشغل منصب المديرة الفنية للمهرجان، بعد أن كنت العام الماضي ضيفة على هذه التظاهرة. ماهي مشاريع شركة الإنتاج المقبلة؟ نستعد لإحياء مجموعة من الحفلات الفنية الخاصة لشركات وعلامات تجارية، من المنتظر أن تنظم في كل من برشلونة والولايات المتحدةالأمريكية، وهناك حفلات أخرى ستنظم في مختلف المدن المغربية. وماذا عن حفلاتك الشخصية في المهرجانات؟ لدي جولات فنية خارج المغرب، من بينها مدريد، وهناك حفلات فنية أخرى في المغرب، خاصة في منطقة الشمال.