تلقى فريق المغرب الفاسي هزيمة قاسية (0-2) أمام ضيفه الزمالك المصري، ضمن ذهاب ثمن نهائي منافسات دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، التي أقيمت بعد ظهرأول أمس السبت، بمركب فاس الكبير. المهاجم الفاسي حمزة بورزوق عجز عن بلوغ مرمى الزمالك (وزاني) وخسر فريق المغرب الفاسي المباراة في الأنفاس الأخيرة، بعدما تناوب الأحمدان، أحمد حسن (د 78) وأحمد جعفر (د 89)، في هز شباك الحارس إسماعيل كوحا بطريقة مماثلة، إثر استقبالهما تمريرتين عرضيتين من الجهة اليسرى وتحويلهما نحو مرمى الحارس الفاسي، في غياب الرقابة من طرف مدافعي الماص. قراءة شحاتة استحوذ فريق المغرب الفاسي على الكرة في أغلب فترات المواجهة، دون أن يتمكن من بلوغ مرمى الحارس الاحتياطي لفريق الزمالك، محمود عبد الرحيم، الذي لم يختبر طيلة 90 دقيقة، بسبب طريقة اللعب، التي رسمها المدرب المصري حسن شحاتة، باعتماده خطة 4 – 3 – 2- 1، إذ نجح في ملء وسط الميدان، والضغط على مصدر خطورة المغرب الفاسي، الظهيرين حمزة حاجي وسعيد الحموني، ما يظهر أن "المعلم" قرأ بشكل جيد طريقة منافسه، من خلال متابعته لأشرطة مباريات الماص، كما صرح بذلك قبل وبعد المباراة. وخلا الشوط الأول من الفرص الحقيقية للتهديف، إذ انتظر مناصرو الماص (حوالي 25 ألف متفرج) الدقيقة 23 لمتابعة أول محاولة من رجل شمس الدين الشطيبي، الذي لم يسدد بالدقة اللازمة، ثم الدقيقة 41، عندما حاول لاعب خط الوسط الدولي الأولمبي، محمد علي بمعمر، التسديد من بعيد، بعدما تعذر عليه اختراق الجدار الدفاعي لنادي الزمالك. بالمقابل كان الفريق الزائر يعتمد على بعض المرتدات بفضل لاعبيه الدوليين، أحمد حسن وعمرو زكي ومحمود عبد الرزاق (شيكابالا). بعد الاستراحة، استمر السيناريو نفسه، استحواذ على الكرة من طرف الماص، لكن هذه المرة مع التقدم أكثر، مع مساندة من بعض لاعبي خط الدفاع نحو منتصف ملعب الزمالك، في حين حافظ أشبال المدرب حسن شحاتة، ضمنهم 6 عناصر دولية، على هدوئهم وأسلوب لعبهم، ووجهوا أول إنذار للفاسيين في الدقيقة 52، بعد تمريرة عرضية من شيكابالا في اتجاه معترك الحارس إسماعيل كوحا. واستمر ضغط الماص تحت تزايد تشجيعات مناصريه، وجاءت المساندة من طرف المدافع سمير الزكرومي، الذي ترك فراغات في خط الدفاع، استغلت بشكل جيد من طرف أحمد حسن وأحمد جعفر. تغييرات مصرية موفقة كان لتغييرات المدرب حسن شحاتة دور كبير في حسم المباراة، إذ أقدم على تغيير أول بإشراك أحمد فتحي بدل عمرو زكي، في منتصف الشوط الثاني، أدرك من خلاله هدف السبق، قبل أن يعمد إلى تغيير ثان بإدخال حازم محمود مكان محرز هدف السبق، أحمد حسن، محاولة منه في استغلال سرعة اللاعب وقت اندفاع عناصر الماص للبحث عن تعديل النتيجة، وهو تغيير أعطى أكله في آخر أنفاس المباراة. بالمقابل، أجرى رشيد الطاوسي تغييرا أولا اضطراريا بإشراك عبد المولى برابح مكان المهدي الباسل، لكن الغياب الطويل للمهاجم الرجاوي السابق عن المنافسة لم يساعده في مسايرة الإيقاع، ما اضطر المدرب إلى تغييره بموسى تيغانا، الذي لم يمنح بدوره الإضافة المرجوة، جراء طريقة لعبه، التي تفتقد السرعة. ارتياح مصري قال إسماعيل يوسف، المدرب العام لنادي الزمالك، إن من طبيعة الفريق المصري اللعب بخطة تكتيكية معتادة (4 – 3 – 2- 1)، خطة مكنت الفريق من استغلال المساحات خلف الظهيرين عن طريق أحمد حسن وشيكابالا، وإقفال وسط الملعب في معظم فترات اللعب، مضيفا أن تغييرات المدرب شحاتة كانت فعالة، ودائما ما يلجأ إليها لاستغلال اندفاع الفريق المنافس. وأشاد إسماعيل يوسف باحترافية المدرب رشيد الطاوسي وباقي عناصر المغرب الفاسي، التي كانت على علم بوجود حارس وحيد ضمن صفوف الزمالك، ولم تعمل على الاحتكاك به وإيذائه، وقال "زاد احترامي للمغرب الفاسي ولمدربه رشيد الطاوسي، الذي كان يعلم أن أي احتكاك مع الحارس "جنش" من شأنه أن يضطر الفريق إلى تغييره بلاعب. أعتقد أن هذه أخلاق الماص وأخلاق الشعب المغربي". وأوضح يوسف أن الفريق كسب الشطر الأول من المباراة، وينتظره شطر ثان بعد أسبوعين بالقاهرة، مبرزا أن التأهل لم يحسم بعد، مذكرا بمواجهة الرجاء مع نادي الزمالك، حين فاز الفريق المصري بالدار البيضاء بهدفين وانهزم في القاهرة بثلاثية دون رد، مضيفا أن الزمالك سيدخل معسكرا تدريبيا، احتراما لمنافسه المغرب الفاسي. وأكد المدرب العام للزمالك أن لا أحد كان يتوقع نتيجة هدفين لصفر، لكن بالمقابل كان حسن شحاتة يركز في محاضراته على المرتدات واستغلال المساحات، مشيرا أن بعض لاعبي الماص صغار في السن وتنقصهم الخبرة. من جهته، قال رشيد الطاوسي إنه كان يتوقع صعوبة المباراة بالنظر لتجربة لاعبي الزمالك، مضيفا أن عناصره أبلت البلاء الحسن خلال الشوط الأول، واستطاعت الاستحواذ على الكرة، بيد أن الفريق المنافس ضغط بشكل جيد في وسط الميدان مع القيام ببعض المرتدات السريعة. وأوضح الطاوسي أنه، بعد فترة الاستراحة، حاول تخطي خط الوسط بحثا عن هدف السبق مادامت المباراة تقام بمدينة فاس، غير أن الفريق دفع ثمنا غاليا جراء سذاجة بعض لاعبيه، كما أن التغييرات لم تساعده في إحراز التقدم. وأكد مدرب الماص أن الغيابات أثرت بشكل سلبي على الفريق، خاصة على صعيد حراسة المرمى، مشيرا إلى أن الحارس أنس الزنيتي ترك فراغا وأن الهدفين أحرزهما الفريق المصري من داخل منطقة 6 أمتار، وتابع أن اللاعبين حاولوا إمتاع الجمهور، غير أنهم بالغوا في احترام العناصر الدولية للفريق المصري، إلى درجة أنهم تفادوا الاحتكاك معهم.