مازالت حدة الخلافات تتصاعد داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، مع اقتراب عقد المؤتمر الوطني الخامس، أيام 27 و28 و29 أبريل الجاري إذ يحاول رئيس الحزب، صلاح الدين مزوار، هذه الأيام، النزول بكل ثقله لإطفاء نيران النزاعات، التي تندلع من حين إلى آخر بعدد من الأقاليم. وعلمت "المغربية" من مصادر حزبية أن بوادر انشقاق داخل حزب الحمامة بدأت تلوح في الأفق، خصوصا بعد تمسك صلاح الدين مزوار، بعقد المؤتمر في تاريخه المحدد سلفا، "لانعدام أسباب منطقية تفرض تأجيله، ولأن عملية التحضير له جرت طبقا للقانون الأساسي للحزب". وأضافت المصادر نفسها أن عبد الهادي العلمي، عضو المكتب التنفيذي يعقد حاليا عدة لقاءات مع مجموعة من التجمعيين الغاضبين، في محاولة للحصول على موافقتهم على فكرة تأسيس حزب جديد يخرج من رحم التجمع الوطني للأحرار. وأشارت المصادر التجمعية ذاتها إلى أن ما ساهم في رفع نسبة التوتر داخل الحزب هو توصل مزوار، برسالة تحمل توقيع حوالي عشرة أعضاء من المكتب التنفيذي يطالبونه فيها بتأجيل المؤتمر والدعوة إلى عقد اجتماع للمجلس الوطني واللجنة المركزية للحزب من أجل انتخاب أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر بشكل ديمقراطي في الوقت الذي يصر مزوار، على المضي قدما وعدم التوقف حتى بلوغ محطة المؤتمر الوطني الخامس لحزب الحمامة. وأضافت المصادر نفسها أن بعض الغاضبين يحاولون ربط الاتصال بالرئيس السابق المطاح به مصطفى المنصوري، لمطالبته بالعودة إلى الحزب والترشح لمنصب الرئاسة وقيادة الحزب خلال المرحلة المقبلة. وامتدت خلافات الحزب ليصل صداها إلى مدينة بركان، إذ هاجم مجموعة من أعضاء الحزب "المغضوب عليهم"، بالعصي والأسلحة البيضاء، الاجتماع الذي ترأسه أنيس بيرو، المنسق الإقليمي للحزب وعضو المكتب التنفيذي، مساء يوم السبت الماضي، بهدف انتخاب مؤتمري إقليمبركان، في إطار الاستعداد للمشاركة في المؤتمر الوطني الخامس للحزب. وكانت مصادر "المغربية" ذكرت في وقت سابق أن رئيس الحزب، صلاح الدين مزوار، لن يكون المرشح الوحيد لولاية ثانية على رأس الحزب خلال مؤتمر الأسبوع المقبل، بعد دخول كل من امباركة بوعيدة، ومحمد أوجار، عضوي المكتب التنفيذي، حلبة المنافسة. وأضافت المصادر نفسها أن هذه التطورات تأتي في الوقت الذي يحاول الرئيس الحالي للحزب كسب دعم تجمعيي الجنوب بعد الدارالبيضاء وطنجة، إذ زار، أخيرا، مدن أكادير وإنزكان، واشتوكة، وتزنيت، وورزازات، وزاكورة، والتقى فيها قيادات لها وزنها داخل الحزب لحشد الدعم لصالحه، رغم وجود بعض الغاضبين من سياسته. وكان حزب التجمع الوطني للأحرار قرر تأجيل مؤتمره الوطني، بعد أن حدد موعده في نهاية يونيو الماضي، لتزامنه مع الانتخابات التشريعية والاستفتاء على الدستور.