التجمعيون في مفترق الطرق، وبوادر انشقاق داخل حزب الحمامة بدأت تلوح في الأفق، ففي الوقت الذي يسابق فيه رفاق رئيس الحزب، صلاح الدين مزوار، الزمن للتحضير للمؤتمر الوطني الخامس المزمع عقده في نهاية الشهر الجاري، لم تتوقف أصوات الغاضببن عن مطالبة مزوار بالإلتفات إليهم لدراسة امكانية التأجيل، إلا أن رئيس الحزب يمسك مقود القيادة بقوة وعينه على خط الوصول لمحطة المؤتمر. المؤتمر سيجري في تاريخه المحدد في أواخر الشهر الحالي وليست هناك أسباب تفرض تأجيله إلى تاريخ لاحق»، يقول مصدر من المكتب التنفيذي لحزب الحمامة، الذي أكد على أن «تحديد تاريخ المؤتمر وعملية التحضير له تمتا طبقا للنظام الأساسي للحزب»، إلا أن المصدر نفسه، لم يتردد في توجيه أصابع الاتهام إلى عضو المكتب التنفيذي عبد الهادي العلمي، الذي قال عنه أنه «يراهن على الغاضبين، في محاولة يائسة منه، لكسب دعمهم من أجل تأسيس حزب جديد» فالعلمي الذي يغرد من خارج سرب حمام التجمعيين، بعدما أشهر في وجهه المكتب التنفيذي قرار الطرد من صفوف الحزب، على خلفية «أخطاء جسيمة ارتكبها في حق أعضائه»، يقول المصدر نفسه، خرج خاوي الوفاض من لقاء جمعه الأربعاء الماضي، بصلاح الدين مزوار بأحد الفنادق بالدار البيضاء، فرغم جلوس «الإخوة – الأعداء»، إلى طاولة الحوار، للتداول في مشاكل الحزب التنظيمية، فإن نقاشاتهما«لم تسفر عن اتفاقات تهم المستقبل»، يؤكد المصدر ذاته. إلا أن مشاكل الحزب لاتكاد تنتهي ، فعلى بعد أسبوعين من انطلاق أشغال المؤتمر، توصل مكتب مزوار برسالة تحمل توقيع أكثر من عشرة من أعضاء المكتب التنفيذي الغاضبين يطالبونه فيها من جديد بتأجيل المؤتمر، لكن إصرار رئاسة الحزب على إجراء المؤتمر في تاريخه المحدد، دفعت الغاضبين إلى الاستنجاد بالرئيس السابق، المطاح به مصطفى المنصوري ومناشدته، بعد طول غياب، بالعودة إلى صفوف الحزب، والترشح لقيادته، في المؤتمر المقبل. وإذا كان المنصوري، الذي بدا مترددا في تلبية هذه الدعوة، خوفا على وحدة الحزب، منكبا الأن على دراسة هذا العرض من كل الجوانب، فإن ترشحه لقيادة التجمع الوطني للأحرار من جديد، سيفتح الباب على مصراعيه خلال المؤتمر بين الموالين له، الذين يريدون التخلص من عقدة الاطاحة به، وبين الموالين لمزوار، الذي يشنون حملة تطهير داخل الحزب من عناصر يقولون، تبعا للمصدر نفسه، أنها «أصبحت غير مرغوب فيها ترى أن المؤتمر سيزيحها من أماكنها».