علمت "المغربية"، من مصادر قيادية من داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، أن رئيس الحزب، صلاح الدين مزوار، لن يكون المرشح الوحيد لولاية ثانية على رأس الحزب خلال المؤتمر، الذي سينعقد أيام 27 و28 و29 أبريل الجاري وذلك بعد دخول كل من امباركة بوعيدة، ومحمد أوجار، عضوي المكتب التنفيذي، حلبة المنافسة. وأضافت المصادر نفسها أن هذه التطورات تأتي في وقت يحاول خلاله الرئيس الحالي للحزب كسب دعم تجمعيي الجنوب بعد الدارالبيضاء وطنجة، إذ زار، أخيرا، مدن أكادير وإنزكان، واشتوكة، وتزنيت، وورزازات، وزاكورة، والتقى فيها قيادات لها وزنها داخل الحزب لحشد الدعم لصالحه، رغم وجود بعض الغاضبين من سياسته. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن اسم محمد أوجار يتداول، أيضا، داخل الوسط الحزبي، حسب ما كشف عنه مصدر من داخل اللجنة التحضيرية للمؤتمر، التي يرأسها محمد عبو، إذ أكد أن أوجار سيعلن رسميا نيته في الترشح لرئاسة الحزب في الأيام القليلة المقبلة. وأبرزت المصادر نفسها أن هناك حديثا في كواليس الحزب عن وجود اسم ثالث سينضاف إلى قائمة المتسابقين، ويتعلق الأمر بالقيادية امباركة بوعيدة، التي حاولت "المغربية" الاتصال بها صباح أمس الأربعاء، لأخذ مزيد من التوضيحات، إلا أنها لم تجب على الاتصالات. وذكرت المصادر عينها أن ما يقوي حظوظ بوعيدة، في حال ترشحها، أن الحزب يتجه نحو العودة إلى "نظرية الديمقراطية المجتمعية"، التي تبناها بعد ولادته، في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، والتخلي عن مبدأ "الليبرالية الاجتماعية"، التي جاء بها صلاح الدين مزوار، عند انتخابه رئيسا قبل أكثر من سنتين. وكانت بوعيدة، عضو المكتب التنفيذي للحزب، قالت، في تصريح سابق ل"المغربية"، بخصوص الاستعدادات للمؤتمر الوطني الخامس، إن "تاريخ المؤتمر لم يتغير، وتعقد يوميا مؤتمرات جهوية لانتداب المؤتمرين، وهناك 3 لجان تشتغل على القانون الداخلي والشق السياسي، وأخرى مكلفة باللوجيستيك والاتصالات، وأفرزت مشروعا أوليا بخصوص استراتيجية الحزب، خلال المرحلة المقبلة أرسل إلى الجهات لمناقشته". وأضافت بوعيدة، بخصوص التحركات الداعية إلى تأجيل المؤتمر، أن هذه "الأصوات لا صدى لها داخل الحزب، لأنها لا تتحدث بشكل رسمي، وتغرد خارج هياكل الحزب". يذكر أن قياديين في حزب التجمع الوطني للأحرار، بينهم أعضاء باللجنة المركزية وآخرون بالمجلس الوطني، كانوا طالبوا مزوار بتأجيل المؤتمر، وراسلوا بهذا الخصوص كلا من رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير الداخلية، امحند العنصر. وكان حزب التجمع الوطني للأحرار قرر تأجيل مؤتمره الوطني، بعد أن حدد موعده في نهاية يونيو الماضي، لتزامنه مع الانتخابات التشريعية والاستفتاء على الدستور.