"النجار ذبح مرتو النكافة قدام أولادو، وانتحر.. آالسلامة". هذه العبارة كانت هي مطلع خبر جريمة قتل مروعة، هزت سكان حي الأندلس الشعبي بالقنيطرة، عشية أول أمس الاثنين، قبل أن تتداول قصة الفاجعة على نطاق واسع بالمدينة، وسط مطالب بتدخل الطب النفسي لإخراج ثلاثة صغار من الصدمة. قصة هذه الفاجعة، التي خلفت ثلاثة أبناء يبلغ عمر أكبرهم سنا 15 عاما، دون أب و لا أم، وتعود الفاجعة، حسب مصدر أمني من فريق التحقيق، إلى شجار تحول في غمضة عين إلى جريمة قتل وانتحار، إذ يقول المصدر "وجدنا الزوجة مضدرجة في دمائها، والزوج منتحرا شنقا أمامها، وأطفالا تائهين من هول الصدمة". لم يكن أحد من جيران فوزية النكافة، كما يلقبها معارفها بحي الأندلس الشعبي بالقنيطرة، يعتقد أن تسوء علاقتها بزوجها إلى حد تنتهي فيه بجريمة مزدوجة، وضعت مصير ثلاثة أطفال في كف المجهول، رغم سماعهم تحاورهما الخلافي، وتجادلهما الحامي على مدى سنوات. قبل أن تهز عاصفة الجريمة بيت النجار، عشية أول أمس الاثنين، عصفت رياح خلاف هوجاء، يقول مصدر قريب من التحقيق. كيف ذلك؟ تسأل "المغربية"، فكان الجواب تأكيد المصدر أنه "انطلاقا من تجميع المعطيات الأولية تبين، حسب إفادة البعض، أن الضحية كانت على خلاف حاد مع زوجها المنتحر، قبل مطلع يوم الجريمة، ما سيجعل الأبحاث أكثر تركيزا على فرضية الخيانة وطبيعة العلاقة الحميمية". طلع نهار يوم الاثنين الأسود في حياة حي الأندلس الحزين على ندير شؤم، ليغادر الزوج بيت الزوجية إلى العمل، والضحية في حلقها غصة، وهي تشتكو حالها دون أن تعلم ما تخفيه لها الساعات القادمة من موت مقدر.. "كانت مسكينة كتخدم نكافة، غير باش تخرج من الهم وتعاون أولادها"، هكذا علقت بحرقة قلب منكسر إحدى معارف الضحية، وهي تبكي فراقها، أمس الثلاثاء، قبالة مستودع الأموات، حيث ينتظر أقارب الهالكين نعشيهما ونتائج تقرير الطب الشرعي، ولا أحد صدق ما حدث بينهما في لحظات غضب. على الساعة السادس والنصف من مساء يوم الاثنين، والشمس تميل إلى المغيب، والرياح تهب من بعيد، وغبار يعانق غبارا، دخل النجار والنكافة في شجار، وصغار أعينهم على التلفاز وآذانهم على الخلاف، فلم يجد الزوج غير مدية لينهي بها حياة رفيقة عمره. الضحية مضرجة في دمائها تصارع الموت، وترتفع أصوات الأبناء الثلاثة بكاء ونحيبا، فيخرج الجيران من مساكنهم، ويستفيق الرجل من غضبته، فلا يجد من حل أمامه سوى نصب مشنقة لنفسه أمام جثة زوجته، ليتحول المكان إلى مسرح جريمة مكتمل الأركان والألوان.