جرى، أمس الاثنين٬ تسليم جائزة الحسن الثاني الكبرى العالمية للماء لسنة 2012 لمرصد الصحراء والساحل بمناسبة افتتاح المنتدى العالمي السادس للماء بمارسيليا (جنوبفرنسا)٬ بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات٬ من بينهم رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران. وسلم بنكيران الجائزة للأمين التنفيذي للمرصد٬ التونسي الشاذلي فزاني٬ بحضور وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، فؤاد الدويري، ورئيس المجلس العالمي للماء، لويك فوشون. وذكر رئيس الحكومة٬ خلال هذا الحفل٬ بالأولوية الوطنية التي منحها جلالة المغفور له الحسن الثاني للماء في عهده، والتي سار على نهجها جلالة الملك محمد السادس، وطورها عبر عدة إصلاحات ومبادرات، من أجل تنمية مستدامة للموارد المائية. وأكد أن هذه الجائزة تعكس انخراط المغرب لفائدة قضية الماء، ومقاربته التضامنية مع باقي دول العالم، من أجل الحفاظ على هذا المورد. وأحدثت جائزة الحسن الثاني الكبرى العالمية للماء في مارس 2000 بشكل مشترك من قبل المغرب والمجلس العالمي للماء، لتخليد ذكرى جلالة المغفور له الحسن الثاني٬ واعترافا بأعماله الرامية إلى الحفاظ على الموارد المائية، وخدمة التعاون الدولي في هذا المجال. ووقع اختيار لجنة تحكيم هذه الجائزة٬ التي تقدر قيمتها ب 100 ألف دولار أمريكي٬ في دورتها لسنة 2012 على مرصد الصحراء والساحل، تتويجا لجهوده ومساهمته المهمة في مجال التعاون والتضامن بين البلدان الأعضاء فيه في مجالي تدبير وتنمية الموارد المائية. ويضم مرصد الصحراء والساحل٬ وهو منظمة دولية تتخذ من تونس العاصمة مقرا لها٬ 22 بلدا إفريقيا وخمسة بلدان بشمال أوروبا٬ إلى جانب منظمات محلية إفريقية ومؤسسات أممية ومنظمات غير حكومية. ويولي المرصد٬ الذي يعد، أيضا، إطارا للشراكة جنوب- جنوب٬ اهتماما خاصا لمسألة الماء وتدهور التربة٬ سيما في ما يتعلق بتدبير منظومة المياه الجوفية بالصحراء الشمالية٬ وهي منظومة تتعلق باستغلال الموارد المائية الباطنية التي تتقاسمها كل من تونس والجزائر وليبيا. وأوضح الأمين التنفيذي للمرصد أن اعتماد هذه المنظومة مكن الدول المغاربية الثلاث من تقاسم خبراتها، والعمل معا في خدمة قضايا التنمية المستدامة، وجعل الموارد المائية العابرة للحدود "نقطة تقارب عوض أن تشكل موضوع نزاعات". يذكر أن جائزة الحسن الثاني الكبرى العالمية للماء تمنح لشخصية أو مجموعة من الأشخاص أو مؤسسة أو منظمة ساهمت بكيفية ملموسة في التنمية والاستعمال الأفضل للموارد المائية٬ إن على المستويات العلمية أو الاقتصادية أو التقنية أو البيئية أو الاجتماعية أو المؤسساتية أو الثقافية أو السياسية. وكانت جائزة الحسن الثاني الكبرى العالمية للماء، منحت في السابق للرئيس مدير الوكالة الوطنية للماء بالبرازيل، جيرسون كيلمام٬ ووزير الموارد المائية والري بمصر، محمود أبو زيد (2003)٬ ومدير التنمية والرئيس المدير العام ل "دي أش إي" للماء والبيئة بالدنمارك، توركيل جونش كلوزن (2006)٬ في حين منحت الجائزة سنة 2009 لعبد اللطيف يوسف الحمد، الرئيس المدير العام للصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.