دخل حوالي ألف عامل بشركة "بيست ميلك" لإنتاج الحليب بمراكش في إضراب مفتوح عن العمل، منذ الثلاثاء الماضي احتجاجا على عدم صرف رواتبهم، ما أدى إلى شل حركة الإنتاج بالشركة، وتسبب لها في خسائر مالية، قدرها بعض المضربين بمئات الملايين من السنتيمات. وحسب مصادر مطلعة، فإن الشركة تعيش أزمة مالية حادة، ورثتها عن تعاونية الحليب الجيد، التي فوتت، منذ خمس سنوات، بسبب الديون المتراكمة على المؤسسة، خلال مرحلة إدارتها من قبل التعاونية، خاصة أن جميع ممتلكاتها عبارة عن رهون لدى البنوك. وأضافت المصادر أن مداخيل الشركة من مبيعات الحليب ومشتقاته تراجعت بشكل كبير، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، إذ أن الكميات المصنعة الحليب ومشتقاته تراجعت من 400 طن يوميا، إلى أقل من 100 طن، ما أدى إلى تراجع المداخيل، وعجز المؤسسة عن تسديد أقساط الديون. وبينما أكد بعض المهتمين أن الإضراب سيتسبب في أزمة حليب بأسواق مراكش، قلل فاعلون في القطاع من تأثير توقف الإنتاج في شركة "بيست ميلك" على سوق الحليب، بالنظر إلى قدرة شركات أخرى عاملة في القطاع على سد الخصاص المحتمل في السوق. وكانت شركة "بييست ميلك" استفادت من تفويت معمل تصنيع الحليب الجيد، وممتلكات تعاونية الحليب، منذ حوالي خمس سنوات، غير أنها ورثت الديون المتراكمة على التعاونية، التي تتجاوز 20 مليار سنتيم، إضافة إلى متأخرات سنوات عديدة، خاصة بصناديق تقاعد أزيد من ألف عامل ومستخدم.