أكد رئيس مجلس النواب، كريم غلاب، أن المغرب انخرط في جيل جديد من الإصلاحات، في إطار تجاوب تام بين جلالة الملك محمد السادس ومطالب الشعب المغربي. وأوضح، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر 18 للاتحاد البرلماني العربي، أول أمس الاثنين، بالعاصمة الكويتية٬ أن هذه الإصلاحات تمثلت في "دستور جديد بني على أساس منهجية تشاورية تشاركية واسعة ومنظومة قانونية وتشريعية، أعقبها إجراء انتخابات حرة ديمقراطية سابقة لأوانها أفرزت أغلبية وحكومة وبرلمانا جديداً" . وأشار إلى أن الانخراط في هذا المسار الإصلاحي "تيسر في ظروف سلمية وثقة في المستقبل بفضل مسلسل طويل من الإصلاحات الجوهرية والعميقة والاختيارات الصائبة، التي دأب على إرسائها المغرب منذ الاستقلال، من قبيل ضمان التعددية الحزبية والنقابية والحريات الفردية والجماعية كخيار ثابت". واعتبر أن "ما عشناه في المغرب وما تعيشه أقطار عربية أخرى يطرح في جوهره إشكالية التحول الديمقراطي في وطننا العربي٬ فهناك من يستوعب التحولات ويدرك الإشارات٬ ويتفاعل معها بحكمة وتبصر وتجرد وإدراك لواقع الحال٬ وهناك من ينغلق على نفسه وعلى اقتناعاته فلا ينفتح ولا يتواصل٬ فتحدث المواجهة التي عشنا عددا من نماذجها". وأشار غلاب إلى أن الوضع العربي الحالي٬ وما يشهده من حراك لم يسبق له نظير٬ "يدعونا جميعا إلى إعادة التذكير بضرورة مراجعة المواقف لدى بعض الأنظمة العربية التي نشاهد ضحاياها يسقطون كل يوم٬ كما هو الحال في سوريا". وأضاف "إننا إذ ندين بشدة حملة التقتيل الجماعي للمواطنين السوريين الأبرياء، واستعمال الأسلحة الثقيلة، وسفك الدماء، وندعو إلى وقف هذا النزيف الدموي٬ لنؤكد على ضرورة إيجاد حل يضمن لشعب سوريا الشقيق سيادته ووحدة أراضيه، واستقراره في إطار مواقف جريئة لجامعة الدول العربية والجمعية العامة للأمم المتحدة". وبشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة٬ قال غلاب إنه "آن الأوان٬ في ظل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات ضد المدنيين، ومن دعم لحركة الاستيطان، وسلب الحقوق٬ لقيام الدولة الفلسطينية الحرة وعاصمتها القدس الشريف٬ والانتقال من المبادئ المعلنة إلى القرارات الجريئة التي تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه كاملة"٬ معربا عن "تأييده لمقررات المؤتمر الدولي للقدس، بالدوحة". واعتبر غلاب أن الاتحاد البرلماني العربي يعد "إحدى أدوات العمل العربي المشترك التي تحتاجها أمتنا اليوم٬ ربما أكثر من أي وقت مضى٬ لتعزيز آليات التشاور والتقارب والتعاون والتكامل العربي٬ وطرح أوجه النظر حول مجمل قضايانا العربية المشتركة٬ ومواجهة كل التحديات، سواء تعلق الأمر بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية أو بإشكالات التنمية السياسية والبناء الديمقراطي وترسيخ وتعميم ثقافة حقوق الإنسان". وسجل أنه بإمكان الاتحاد البرلماني العربي أن "ينهض بدور حيوي في تبادل الخبرات السياسية والتشريعية بين البرلمانات القطرية العربية لنتعلم من بعضنا البعض٬ وننصت لبعضنا البعض٬ ونسند بعضنا البعض٬ ونوفر لإدارات البرلمانات ومجالس الشورى العربية الأعضاء في الاتحاد إمكانيات تبادل المعطيات التقنية والإدارية والبشرية". وبخصوص دور الإطارات القومية الأخرى٬ دعا غلاب إلى تكثيف الجهود الجماعية للرفع من أدائها لتحقيق المزيد من الفاعلية والمواكبة الحقيقة لمتغيرات المرحلة وتحدياتها، خاصة التحولات الثقافية والفكرية والمجتمعية العميقة التي يعيشها المجتمع العربي"٬ مشددا على أهمية "تجديد الخطابات والآليات٬ وتطوير إمكانيات التواصل مع الأجيال الصاعدة٬ والانفتاح على معطيات الفكر الإنساني الجديد٬ وعدم الانغلاق داخل الخصوصيات السوسيو ثقافية مهما كانت قوتها وشرعيتها". ويشارك في هذا الاجتماع، الذي يستضيفه على مدى يومين مجلس الأمة الكويتي، 18 رئيس برلمان عربي، بحضور الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، عبد الواحد الراضي، ورئيس البرلمان العربي الانتقالي، علي الدقباسي. ويبحث هذا اللقاء العربي، الذي ينعقد تحت شعار "التضامن بين البرلمانيين العرب"، العديد من المواضيع، أبرزها الوضع العربي الراهن والحراك الشعبي، والبطالة في الدول العربية، ودور البرلمانيين في سن تشريعات، تساهم في إحداث فرص عمل. وسجل غلاب أنه بإمكان الاتحاد البرلماني العربي أن "ينهض بدور حيوي في تبادل الخبرات السياسية والتشريعية بين البرلمانات القطرية العربية لنتعلم من بعضنا البعض٬ وننصت لبعضنا البعض٬ ونسند بعضنا البعض٬ ونوفر لإدارات البرلمانات ومجالس الشورى العربية الأعضاء في الاتحاد إمكانيات تبادل المعطيات التقنية والإدارية والبشرية". وشدد على أن برلمان اليوم "مدعو إلى العمل وفق القواعد الديمقراطية والدستورية ومشروعية القانون وضمان حقوق المرأة والمعارضة والأقليات والشباب والمجتمع المدني٬ حيث من شأن ذلك أن يجعل منه إطارا سليما للنقاشات الحقيقية والمنفتحة من جهة والمسؤولة والملزمة من جهة أخرى تفرز مواقف جماعية يقبلها الجميع". وبخصوص دور الإطارات القومية الأخرى٬ دعا غلاب إلى تكثيف الجهود الجماعية للرفع من أدائها لتحقيق المزيد من الفاعلية والمواكبة الحقيقة لمتغيرات المرحلة وتحدياتها، خاصة التحولات الثقافية والفكرية والمجتمعية العميقة التي يعيشها المجتمع العربي"٬ مشددا على أهمية "تجديد الخطابات والآليات٬ وتطوير إمكانيات التواصل مع الأجيال الصاعدة٬ والانفتاح على معطيات الفكر الإنساني الجديد٬ وعدم الانغلاق داخل الخصوصيات السوسيو ثقافية مهما كانت قوتها وشرعيتها".