تحولت أي مباراة يكون أحد الغريمين البيضاويين، الوداد والرجاء، طرفا فيها في مجمع محمد الخامس إلى كابوس لسكان مقاطعتي المعاريف وأنفا، الذين أصبحوا يضعون أيديهم على قلوبهم نهاية كل أسبوع وذلك بسبب شغب محسوبين على جمهور الفريقين، وأصبح المواطن البيضاوي يفكر ألف مرة، قبل أن يزور المناطق المجاورة لملعب المجمع المذكور، خلال إجراء المباريات، لأن الأمر أصبح يشكل مغامرة غير محمودة العواقب. ولم يعد لهذا الشغب أي علاقة بنتيجة المباراة، فسواء انتهت المباراة بالفوز أو التعادل أو الهزيمة، فإن الشغب يظل حاضرا بقوة، إذ يستغل بعض القاصرين الفرصة لزرع الرعب في صفوف المواطنين، عبر تكسير زجاج الحافلات، والنهب والسرقة، كما حدث في مباراة الجيش الملكي والرجاء البيضاوي، قبل أسبوعين. قيل الكثير في موضوع الشغب، وأثير حوله جدل طويل، لكن يظهر أنه، لحد الساعة، لم يحصل التعامل الجدي مع هذه الظاهرة المؤرقة. ويعتبر مراقبون للشأن المحلي بالدارالبيضاء أن الحل الأمثل هو التعجيل بإنجاز المجمع الكبير، لأن إجراء المباريات في قلب مدينة الدارالبيضاء أصبح أمرا غير مقبول، بسبب صعوبة التحكم في الجماهير. ولم يعد موقع مجمع محمد الخامس يسمح بإجراء مباريات البطولة أو الكأس، خصوصا التي تجلب جماهير كثيرة، وذهب البعض إلى حد المطالبة بهدمه بصفة نهائية، إلا أن هذه الدعوة لا يحبذها الغيورون على معالم المدينة، بمبرر عدم المس بهذه الجوهرة الرياضية، الشاهدة على إنجازات كثيرة للكرة الوطنية.