بعيدا عن الغوص في الحديث عن العشب الاصطناعي لملعب بوبكر عمار، الذي يحار المرء في إعطائه إسما يليق به: هل هو عشب اصطناعي أم «مرمدة»؟ فالكرات يستحيل لونها إلى أسود بفعل الحبيبات السوداء التي أصبحت طاغية على العشب، وبما أنه قيل الكثير عن عشب بوبكر عمار وتأثيره على اللاعبين، فإنه أصبح من الضروري دق ناقوس الخطر الذي أصبح يشكله الملعب على الجماهير التي تأمه والتي أصبحت أعدادها تزداد مباراة بعد أخرى، نظرا للنتائج الطيبة التي يحصل عليها فريق القراصنة. الخطر مر من أمام عينيي، عندما تابعت عملية خروج جماهير الرجاء البيضاوي من باب واحد، ورأيت بأم عيني، أن الطريقة التي اعتمدها رجال الأمن في إخراج الجماهير البيضاوية هي التي أبعدت تحول الملعب إلى مسرح لكارثة يمكن أن تعبد إلى الأذهان كارثة موازين التي لازالت حقيقتها لم تظهر بعد. لقد كان إخراج الجماهير يتم بمجموعات صغيرة، وكانت العملية تبدأ من المدرجات، وكم أقلقني ذلك العدد الهائل من الأطفال من عشاق الخضراء، لأنه لو وقع أي انفلات لكان هؤلاء الأطفال هم أول الضحايا. متابعة عمليةالخروج من أولها إلى آخرها اعتبرته خطرا تم تجنبه. ولكن هل يمكن للجرة أن تسلم دائما ؟ أكيد أن المقبل من المباريات القوية خاصة الديربي منها، ستجلب جماهير أكثر، وأكيد أن الأخطار ستكون أكثر، وأكيد أنه في ظل واقع ملعب بوبكر عمار غير المطمئن، يمكن أن تقع الكارثة، ويكفي كرتنا الوطنية ماوصلت إليه من نتائج كارثية لأنه لا أحد سيتحمل وفاة طفل اختناقا أو دهسا بالأقدام داخل ملعب لكرة القدم.. وبالعودة إلى الأمس القريب سنقلب مواجع عائلات مات أطفالها في مركب محمد الخامس دهسا واختناقا. إن المسؤولين عن الشأن المحلي قد عاينوا وتتبعوا كيف تابعت الجماهير مباراة جمعية سلا ضد الرجاء البيضاوي، كما أن المسؤولين الأمنيين قد رفعوا تقارير عن الصعوبات الأمنية التي عاشوها. لكن لانريد أن يقف الأمر عند هذا الحد، لأن الأمر يتطلب تفكيرا جديا ومعمقا في واقع ملعب بوبكر عمار، وإيجاد حلول ناجعة لضمان راحة المتفرجين عند متابعة المباريات، وضمان سلامتهم عند الخروج، لأنه ما أصعب أن يتحول الحديث عن مباراة في كرة القدم إلى حديث عن من نجا من الموت، ومن مات، ومن يرقد في المستشفى.