اعتبر برونو جوبير، سفير فرنسا بالمغرب، أن الإبداع الثقافي والفني بالمغرب "حيوي وغني"، وأنه متنوع ويغطي مختلف الأشكال التعبيرية، من مسرح، وسينما، ورقص، وكتاب، ونقاش، مشيرا إلى أنه يلزمه مجهود للتعريف به، وإبرازه بالشكل اللائق. مدير المعهد الفرنسي بالمغربي مع مسؤولي مهرجان 'البولفار' ( كرتوش) ونوه السفير بالتعاون الثقافي والفني بين المعاهد الثقافية الفرنسية ومجموعة من الإطارات والمؤسسات الثقافية والفنية بالمغرب، التي قال إنها تسعى إلى إعطاء إشعاع للنشاط الثقافي بالمغرب. وأعلن السفير الفرنسي، في لقاء صحفي، مساء أول أمس الثلاثاء بالرباط، خصص لتقديم الموسم الثقافي الفرنسي المغربي 2012، عن البرمجة العامة لهذا الحدث، الذي يمتد من يناير 2012 إلى يوليوز 2013، ويضم حوالي 50 مقترحا ل 250 تظاهرة ثقافية وفنية، تنظم في 11 مدينة توجد بها معاهد ثقافية فرنسية، وتغطي مجالات الفنون البصرية، والموسيقى، ونقاشات الأفكار، والكتاب، والسينما، ويدخل أغلبها في إطار الشراكة مع احتفال فرنسا ب"مرسيليا– بروفانس عاصمة ثقافية لأوروبا لسنة 2013". وقال السفير الفرنسي، بحضور عدد من الفاعلين في القطاع الثقافي والفني بالمغرب، ومسؤولي مجموعة من المؤسسات والتظاهرات الثقافية والفنية بالمغرب، إن الدورة الثانية من الموسم الثقافي الفرنسي المغربي تشهد تحولا على مستوى هيكلة المعاهد الثقافية الفرنسية الأحد عشر، والرابطتين الفرنسيتين المغربيتين، إذ أضحت هذه المؤسسات تنضوي تحت اسم "المعهد الفرنسي بالمغرب"، معتبرا أن تجميع تلك المعاهد "يدخل في إطار السياسة الثقافية الفرنسية الجديدة بالخارج، التي تسعى إلى خلق شبكة لدعم العمل الثقافي، والعمل بشكل مشترك لتقديم منتوج من المستوى والقيمة نفسيهما في جميع المعاهد، حتى يتحقق الإشعاع اللازم للغة الفرنسية بالمغرب، أكثر البلدان أهمية بالنسبة لفرنسا في مجال التعاون الثقافي والفني". وأوضح السفير أن الموسم الثقافي الفرنسي المغربي يهدف إلى إعادة الاعتبار للإبداع المغربي، من خلال برمجته مع أنشطة أخرى، و"يطمح إلى التعريف بالتنوع الثقافي والفني بالمغرب، وفتح المجال لنقاشات أفكار جادة، مؤشرة على الحوار الفعلي بين الحضارات والثقافات". من جهته، كشف بيرترون كوميلان، المدير العام للمعهد الفرنسي بالمغرب، ومستشار التعاون والعمل الثقافي بسفارة فرنسا بالمغرب، عن البرمجة العامة للموسم الثقافي الفرنسي المغربي، وسلط الضوء على مجموعة من التظاهرات، وأشرك فاعلين ومسؤولين مغاربة في التعريف بها، أمثال إدريس خروز، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، التي ستنظم، بشراكة مع فرنسا "لقاءات ابن رشد"، وهشام الدوادي، مدير تظاهرة معرض الفن الحديث والمعاصر بمراكش، الذي سينظم دورته الثالثة هذه السنة بشراكة مع فرنسا، ومحمد الغاري، الشهير ب"مومو"، مدير مهرجان "البولفار"، الذي سينظم هذه السنة بشراكة مع فرنسا، وسيعطي صورة عن المشهد الفني للشباب بالمغرب وفرنسا، و"الجامعة الصيفية للتراث"، و"أيام التراث" مع جمعية ذاكرة الدارالبيضاء، و"منتدى حول الهندسة المعمارية البيئية المغربية"، وأنشطة أخرى ومعارض، تغطي مجالات السينما، والكتاب، والفنون البصرية، وستنظم، أيضا، بشراكة مع مؤسسات وطنية. وأوضح المدير العام للمعهد الفرنسي بالمغرب أن ميزانية الموسم الثقافي الفرنسي المغربي تقدر بحوالي 20 مليون درهم، مشيرا إلى أنها "رصدت لأنشطة مهمة وبرمجة حقيقية، تساهم في الإشعاع الثقافي والفني، والتعريف بثقافة البلدين". وأفد أن الموسم الثقافي الفرنسي المغربي انطلق يوم 2 فبراير الماضي بحلقات نقاش فلسفية حول الربيع العربي، ستتواصل طيلة السنة بالمغرب وفرنسا، وبمشاركة فرنسا في الدورة 18 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء من 9 إلى 19 فبراير الماضي، وجولة للفنانة صوفي من 7 إلى 10 فبراير الماضي، ونظرة عن مهرجان الفيلم القصير بكليرمون فيرون، الذي امتد من 13 فبراير الماضي، وسيتواصل إلى 6 أبريل المقبل.