استطاع فريق المغرب الفاسي رفع "رأس" كرة القدم المغربية على الواجهة القارية، عندما توج، أول أمس السبت٬ بطلا للكأس الإفريقية الممتازة للمرة الأولى في تاريخه عقب فوزه المستحق على فريق الترجي التونسي بالضربات الترجيحية (4-3)٬ في المباراة التي جمعت بينهما بملعب رادسبتونس (1-1 في الوقت الأصلي). واستحق فريق المغرب الفاسي، الذي تأسس سنة 1946، عن جدارة كبيرة، ضم اللقب الإفريقي الثاني، بعد كأس الكونفدرالية الإفريقية، الذي توج به على حساب النادي الإفريقي التونسي، والثالث له خلال هذا الموسم بعد كأس العرش. واستطاع الماص رد الدين للكرة التونسية، إذ كان الترجي التونسي توج بدوري عصبة الأبطال الإفريقية على حساب الوداد البيضاوي، وعلى صعيد المنتخبات، فازت تونس على المغرب في نهائيات أمم إفريقيا 2012، علما أن الفريق الأصفر بات يشكل عقدة للكرة التونسية، عندما فاز بلقبين قاريين على حساب أنديتها في موسم واحد. وجاء تتويج عناصر الإطار الوطني رشيد الطاوسي، بلقب النسخة التاسعة عشرة من الكأس الممتازة الإفريقية، عندما تقدم بهدف رائع حمل توقيع المهاجم حمزة بورزوق في الدقيقة 20، الذي ترك مكانه في الشوط الثاني للسينغالي محمد ديوب، الذي أطلق رصاصة الرحمة على الفريق التونسي وجماهيره، التي فاقت 20 ألف متفرج، حيث كان وراء ضربة الجزاء الأخيرة في ضربات الترجيح، بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله. وعدل الكفة للترجي اللاعب خليل شمام في الدقيقة 100، مستغلا فشل دفاع فريق المغرب الفاسي في تشتيت كرة من داخل منطقة الجزاء، بعدما أضاف الحكم الجنوب إفريقي دانيال بينيت 11 دقيقة من الوقت بدل الضائع. وشهدت المباراة طرد لاعب الترجي، مجدي تراوري، في الدقيقة 63 لحصوله على إنذارين، ما جعل الفريق الفاسي قريبا من إضافة الهدف الثاني بواسطة محمد ديوب، إلا أنه لم يحسن التصرف، والأمر ينطبق أيضا على حلحول، كما عرفت المباراة الخروج الاضطراري للحارس أنس الزنيتي، بداعي الإصابة على مستوى الكتف، وعوضه الحارس إسماعيل كوحا، الذي تألق بدوره، وتصدى لضربتي الجزاء، رغم أنه كان يعاني من الإصابة على مستوى الفخذ الأيمن. وكانت أبرز محاول لفريق الترجي خلال المباراة في الدقائق الأولى، عندما أهدر المهاجم الكاميروني نغونغ فرصة هدف محقق، بعدما انفرد بالحارس الزنيتي، لكنه سدد كرة كانت على بعد سنتيمترات من المرمى. وبات فريق المغرب الفاسي ثاني فريق مغربي يدون اسمه في سجل الأندية الفائزة بالكأس الإفريقية الممتازة بعد الرجاء البيضاوي٬ الذي أحرز اللقب عام 2000 بتغلبه في الدارالبيضاء على فريق أفريكا سبور الإيفواري بهدفين نظيفين، من توقيع بوشعيب لمباركي (د 52)، ومحمد أرمومن (د 86). وشاركت الأندية المغربية ست مرات في هذه المسابقة، وأخفقت في خمس مناسبات، بعد انهزام فريق الوداد البيضاوي في نسختين، الأولى عام 1992، والثانية عام 2002 على التوالي أمام أفريكا سبور الإيفواري، والزمالك المصري٬ وكذا فريق الرجاء البيضاوي عام 1997 أمام النجم الساحلي التونسي، والجيش الملكي، الذي خسر أمام الأهلي المصري عام 2005، ثم اتحاد الفتح أمام مازيمبي الكونغولي (8- 9 ض.ج)، علما أن الأهلي المصري يحمل الرقم القياسي لعدد مرات الفوز، بأربعة ألقاب.