زار صحافيان من الولاياتالمتحدةالأمريكية، أخيرا، مخيمات الصحراويين في تندوف جنوب غرب الجزائر، ويتعلق الأمر بإدوين مورا، مراسل قناة "سي إن إن"، ودوغ باندو، صحفي ومحلل بالمعهد الأمريكي "كاتو"، المتخصص في شؤون السياسة الخارجية. وتوصلت "المغربية" ببيان من مينتو الصالح، عضو "منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف"، يؤكد أن الإعلاميين الأمريكيين قضيا 4 أيام بالمخيمات، في زيارة تعد الأولى لهما، شملت العديد من "الولايات" والمخيمات، وعمت بعض القطاعات والمؤسسات، كما التقيا بصحراويين عاديين داخل المخيمات، وبعض عناصر جبهة البوليساريو. من جهتهما، أكد الصحافيان الأمريكيان أن الهدف من الزيارة، هو الوقوف على معاناة الصحراويين، وملامسة أوضاعهم الاجتماعية، وتحديد الأسباب المباشرة وغير المباشرة لتلك المعاناة، ومن يقف وراءها. وسجل كل من مورا وباندو أن الصحراويين يعانون فعلا أوضاعا اجتماعية صعبة، من مستوى معيشة متردي، وظروف قاسية، يكابدها الصحراويون في تندوف. من جهة أخرى، استنكر الصحافيان منعهما من قبل قيادة البوليساريو من إجراء تحقيقات في أماكن معينة، كما تلقيا تحذيرا بمنعهما من عقد أي لقاء مع شباب الثورة الصحراوية، ومورست عليهما، خلال زيارتهما، مضايقات لثنيهما عن البحث والتحري في موضوع مؤيدي الحكم الذاتي داخل المخيمات. وفي تصريح لبعض وسائل الإعلام، أكد مورا أن "الصحراويين يعيشون رهينة ظروف لا إنسانية، صنعتها "قيادتهم"، التي تتاجر بمعاناتهم، وتنهب المساعدات الموجهة إليهم، وقال إن "هذا الوضع غير مقبول إطلاقا، وينبغي التحسيس به، ومحاسبة المسؤولين عنه". وأضاف أن الصحراوين لا يمكن أن يقبلوا استمرار هذا الوضع، ولا بد أن ينقلبوا عليه، في القريب العاجل. من جهته، أبدى الصحافي باندو أسفه حيال الوضع القائم في المخيمات، وقال إنه ينبغي التحسيس بمعاناة الصحراويين، وتشجيع الزيارات الصحافية من كل بقاع العالم، حتى تكون شاهدا على مأساة اللاجئين الصحراويين. ودعا إلى العمل من أجل فضح أساليب قادة البوليساريو والمسؤولبن عن أمن وأمان المخيمات، كما طالب بإجراء تحقيقات ميدانية نزيهة، تستقي آراء الصحراويين بالمخيمات حول قضية الصحراء بكل حرية، وقال "يجب أن تجرى تلك التحقيقات بعيدا عن آلة تحكم البوليساريو، التي تحاول أن تظهر كل اللاجئين الصحراويين على أنهم مطالبون بالانفصال، وهو ما وقفنا ميدانيا على عكسه". ووعد الصحفيان بتقديم تقرير شامل إلى الجهات المعنية بنزاع الصحراء، يحملان فيه قيادة البوليساريو مسؤولية ما يعانيه الصحراويون من ظروف لا إنسانية، واتهامهم بسوء تدبير شؤون المخيمات، واهتمامهم بالمال والاتجار في المساعدات الإنسانية المقدمة للصحراويين، فضلا عن فضحهما لقيادات بارزة متورطة في شبكات التهريب والتعاون مع تجار المخدرات. يذكر أن زيارة المخيمات جاءت بدعوة من اللجنة الجزائرية للتضامن مع الصحراويين، في محاولة جزائرية لتلميع صورة قيادة البوليساريو، والتغطية على المشاكل، التي تتخبط فيها المخيمات الصحراوية في الآونة الأخيرة، إلا أن الإعلاميين الأمريكيين، وبعد وقوفهما على الأوضاع الحقيقية بالمخيمات، وتأكدهما من تورط قادة البوليساريو في مأساة الصحراويين، لم يقبلا بتقديم شهادة مزورة إلى الرأي العام، وقررا فضح قيادة البوليساريو، وكشف بعض من ديكتاتوريتها، التي تمارسها على الصحراويين تحت غطاء الانفصال.