تجدد النقاش، هذه الأيام، حول خطورة سخانات الماء، بسبب تزايد ضحايا هذه الوسيلة خلال الاستحمام. وتفيد إحصائيات المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية أن عدد حالات الاختناق، المعلن عنها سنويا، يفوق 1500 حالة، 15 منها تفارق الحياة. وترى رشيدة أغندوز، مهندسة دولة في التسممات الغازية، أن العدد يمكن أن يتجاوز ذلك بكثير، لأن أغلب المواطنين، الذين يُصيبهم الضرر بسبب انبعاث الغاز، لا يعرضون أنفسهم على الطبيب. وعلى عكس ما يتداوله الناس بخصوص أسباب هذه الحوادث، التي يلخصونها في استعمال سخانات أقل جودة، ويتهمون في الغالب سخانات "الشينوا"، فإن مهندسة الدولة المذكورة تعتبر، كما جاء في تصريحات للإذاعة الوطنية، أن السبب الأول في حدوث اختناقات بين مستعملي السخانات الغازية، بما فيها ذات الجودة العالية، هو عدم احترام شروط السلامة خلال تثبيت الجهاز، والتقليل من شأن صيانته بين الفينة والأخرى. ومن نصائح أغندوز، تثبيت السخانة في زاوية بالبيت تتمتع بالتهوية الكاملة، بعيدا عن مكان الاستحمام، وإخضاع الجهاز للمراقبة، والصيانة المستمرة، ولو مرة واحدة في السنة. وبالنسبة إلى الحطب والفحم، تنصح الخبيرة بعدم استعمال هذه الوسيلة في الأماكن المغلقة، وإبعادها عن المواد سريعة الاشتعال، مع التأكيد على ضرورة إطفائها عند النوم، أو إبعادها إلى مكان ناء، لتفادي الاختناق بغاز أول أوكسيد الكاربون. هذه نصائح الخبيرة، والكلمة والاختيار للمستعملين.