لقي رجل مصرعه اختناقا بغاز جهاز تسخين الماء المنزلي، فيما نجت زوجته، التي نقلت إلى قسم العناية المركزة في مستشفى بوافي، بالدارالبيضاء، مساء أول أمس الخميس. وذكرت مصادر أمنية أن الزوجين، اللذين يقطنان في حي سيدي معروف، كانا يستحمان، قبل أن يهلك الزوج، يونس (خ)، من مواليد 1982، اختناقا، بينما سقطت الزوجة مغشيا عليها في الحمام. وأوضحت المصادر ذاتها أن الزوجة نقلت، بعد اكتشاف الحادث، حوالي الرابعة بعد الظهر، في حالة خطيرة إلى قسم الإنعاش بمستشفى بوافي، في حين، لفظ الزوج أنفاسه الأخيرة في طريقه إلى المستشفى، لينقل إلى مركز الطب الشرعي الرحمة، قصد التشريح الطبي، وتحديد أسباب وظروف الوفاة. وكان شاب لقي مصرعه في حادث مماثل، خلال شتنبر الماضي، بالصويرة، جراء تعرضه للاختناق بغاز منبعث من جهاز لتسخين المياه. واكتشفت جثة الضحية (25 سنة) من طرف أحد أقاربه داخل حمام الشقة، حيث كان يقيم بها في حي المستقبل، ونقلت جثة الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة، لتحديد أسباب الوفاة. وذكرت مصادر متخصصة في التسممات بالغاز بالمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية أن هذا الغاز ينتج عن احتراق غير تام للمواد العضوية، وهو غاز سام وخطير، يمكن أن يتسبب في موت الإنسان في أقل من 15 دقيقة، مؤكدة أن لهذا الغاز خاصية أخرى خطيرة، هي أنه لا لون ولا رائحة ولا طعم له، إذ أن الشخص يمكن أن يجلس في مكان فيه تسرب للغاز، ولا يشعر بأي شيء، إلى أن تبدأ أعراض التسمم تظهر عليه. وينصح بعض المختصين بضرورة الاحتياط في استخدام سخان الماء بالحمام المنزلي (الشوفو)، والحرص على طريقة تركيبه بشكل سليم، وفي مكان آمن، بعيدا عن الفضاءات، التي يتردد عليها أفراد الأسرة داخل البيت، وتمتاز بتهوية جيدة وكافية، حتى لا يتضرروا من أي تسرب، أو عدم احتراق كامل للغاز يكون محتملا في أي لحظة. كما أن مكوث الأشخاص طويلا داخل الحمام المنزلي، يعرضهم أكثر للاختناق بالغاز، إذا وقع تسرب أو عدم احتراق كامل للغاز. ويشدد المختصون على ضرورة تركيب سخان الماء خارج المنزل، وليس في المطبخ أو قريبا من أي غرفة، أي خارج فضاء المنزل. وكانت وزارة الصناعة والتجارة وتأهيل الاقتصاد أرجعت الأسباب الأساسية لحوادث سخانات الماء، التي تعمل بالغاز، إلى "ظروف تركيب هذه السخانات". ونصحت الوزارة عموم المواطنين بعدم استعمال سخانات ماء مستعملة، وتركيب هذه الآلات بواسطة مهنيين مختصين، والتأكد من جودة وسلامة المعدات. جدير بالذكر أن بحثا، أجراه المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، بين سنتي 1991 و2008، بين أن المركز توصل، خلال هذه المدة، ب12 ألفا و976 حالة تسمم بأحادي أكسيد الكربون، بينها 93 حالة وفاة. ورصد المركز، خلال سنة 2009، وقوع ألف و674 حالة تسمم بالغاز، بينها 13 حالة وفاة. وبين البحث أيضا أن جميع جهات المغرب تحدث فيها التسممات، وتأتي في المقدمة جهة مكناس تافيلالت، تليها طنجة تطوان، وتادلة أزيلال. وكشف البحث أن معدل السن لدى الأشخاص، الذين يتعرضون للتسمم بهذا الغاز، هو 25 سنة، مشيرا إلى أن التسممات بالغاز في غالب الأحيان ناتجة عن حوادث، بمعدل 98.7 في المائة من مجموع الحوادث، أي أن الشخص يفاجأ بالتسمم، ولا يكون على علم بمصدر انبعاث الغاز، حتى يفتك به.