السخانات الغازية تقتل حتى في الصيف. زوجان حديثا العهد بالزواج لقيا مصرعهما، الجمعة الماضي، بإفران، نتيجة تسرب لغاز البوتان. ووقع الحادث، حسب السلطات المحلية، داخل حمام الشقة، التي كان يقيم بها الزوجان، بحي الأطلس تيماديكين. الجديد في هذه الحادثة المؤلمة أنها وقعت في الصيف، وهو الفصل الذي قل ما يستعمل فيه الناس وسائل التدفئة أوالسخانات الغازية، إذ أن المعروف في بلدنا أن مثل هذه الحوادث تتكاثر، بالخصوص، في فصلي الشتاء والخريف، عندما يزداد إقبال المواطنين على التدفئة. وخلال العام الماضي، مثلا، بلغ عدد الذين لقوا حتفهم، بسبب هذه التسربات الغازية، نحو 10 أشخاص. وتفيد إحصائيات المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية أن عدد حالات الاختناق، المعلن عنها سنويا، يفوق 1500 حالة، 15 منها تفارق الحياة. وترى رشيدة أغندوز، مهندسة دولة متخصصة في التسممات الغازية، أن الرقم يمكن أن يتجاوز ذلك بكثير، لأن عددا من المواطنين، الذين يُصيبهم الضرر بسبب انبعاث الغاز، لا يعرضون أنفسهم على الطبيب. أغندوز نبهت، في تصريحات للإذاعة الوطنية، إلى ضرورة استعمال سخانات بجودة عالية، والمراقبة الدائمة لجهاز التدفئة من طرف تقنيين مختصين، وتهوية المنزل أثناء الاستحمام، وأخذ الاحتياطات اللازمة بالنسبة إلى الذين يلجأون إلى وسائل التدفئة التقليدية، مثل "المجمر". ولم تشر أغندوز، لا من بعيد أو قريب إلى سخانات "الشينوا"، التي يتهمها عموم الناس بأنها السبب وراء تزايد عدد ضحايا التسمم بالغاز، بل بدا من خلال مناقشتها للموضوع، أن حتى أجهزة التدفئة ذات الجودة العالية، يمكن أن تتسبب في سقوط ضحايا، إذا لم يحترم مستعملوها شروط السلامة، مثل تثبيت السخانة في زاوية بالبيت، تتمتع بالتهوية الكاملة، بعيدا عن مكان الاستحمام، وأن يحظى الجهاز بالمراقبة والصيانة، ولو مرة واحدة في السنة. وبالنسبة إلى مستخدمي الحطب والفحم في التدفئة، ينصح المركز بعدم استعمال هذه الوسيلة في الأماكن المغلقة، وعند إشعالهما يجب إبعادهما عن المواد سريعة الاشتعال، مع التأكيد على ضرورة إطفائها عند النوم، أو إبعادها لتفادي الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون. والأكيد أن مثل هذه النصائح يجهلها عدد كبير من المواطنين، سيما الذين يقطنون في القرى النائية، بسبب غياب الحملات التحسيسية الكافية، فخلال سنتين كاملتين، مثلا، لم يقم المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية إلا بحملتين تحسيسيتين فقط، واحدة في جهة طنجة تطوان، والأخرى في جهة مكناس تافيلات. ليس هناك ما يثبت أو ينفي التهمة عن سخانات "الشينوا"، لكن هناك حقيقة واحدة، هي أن كثيرا من الناس يجهلون الإرشادات الضرورية أثناء عملية التدفئة أو الاستحمام، وهذا دور التلفزيون بالخصوص، بالتنسيق مع المركز المغربي لمحاربة التسمم. ولتكن هذه الحملات التحسيسية، من فضلكم، بجميع اللهجات المغربية..