أبرز رئيس جمهورية تتارستان الروسية، رستم ميننيخانوف، أن "المغرب قام بخطوات جبارة في تعزيز الديمقراطية وتحقيق التنمية المندمجة، وهو مثال يحتذى في التعايش والتسامح بين مختلف الأديان". وأضاف، خلال لقاء جمعه، أول أمس الخميس، بكازان، بسفير المغرب لدى روسيا، عبد القادر الأشهب، أن المغرب "تمكن بفضل تلاحم شعبه وحكمة قيادته ومجهوداته الذاتية بقطع أشواط مهمة في مجال تعزيز المؤسسات الديمقراطية والرقي بمجالاته الاقتصادية الاجتماعية والبنيات التحتية"، مشيرا إلى أن "المغرب استطاع أن يحافظ على جذوره الممتدة عبر التاريخ وتقاليده وأصالته ويفتح كفيه للتحديث والعصرنة جعلت منه دولة محافظة بمواصفات العصر قل نظيرها في العالم". وأعرب عن رغبة جمهورية تتارستان في تعزيز تعاونها مع المغرب، ليس فقط في المجالات الاقتصادية والتجارية، بل وأيضا في مجال الثقافة والتعليم، باعتبار أن "هذه الجوانب ذات الطابع الإنساني والروحي ستقرب الشعبين الروسي والتتاري والمغربي بشكل أعمق، وستساهم في تعزيز العلاقات الرسمية والإنسانية بين بلدين تجمعهما شراكة استراتيجية ونقط التقاء كثيرة ذات الصبغة الدينية والاجتماعية والفكرية". من جهته، أكد عبد القادر الأشهب أن رغبة المغرب وجمهورية تتارستان في تعزيز العلاقات بينهما لا تمليها فقط الأهداف الاقتصادية والتجارية المحضة، بل وسعي البلدين إلى فتح آفاق تعاون جديدة تنطوي أساسا على الرقي بالعمل الثقافي والعلمي المشترك، الذي يعد الضامن الأساسي لعلاقات دائمة ومتينة . وأشار الأشهب إلى أن الفعاليات الثقافية والاقتصادية المغربية، التي اختتمت أمس الجمعة في تتارستان، تعد لبنة أولى وأساسية في اتجاه تكثيف التعاون الثقافي بين تتارستان والمغرب والتعريف بالإرث والتنوع الحضاري، والمنجزات التي حققها المغرب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وتواصلت، أمس الجمعة، بكازان اللقاءات التواصلية والأيام الثقافية المغربية، التي تشارك فيها فعاليات سياحية واقتصادية وثقافية مؤسساتية، وخاصة مغربية، بهدف تعزيز حضور السياحة والصناعة وغيرها من المجالات الاقتصادية الرائدة في جمهورية تتارستان، التي تعد إحدى أهم مناطق روسيا الاتحادية من الناحيتين الاقتصادية والثقافية. ويتضمن برنامج الفعاليات المغربية، الذي انطلق أول أمس الخميس، بكازان لقاء تواصليا بين المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الخطوط الملكية المغربية وممثلين عن المركز الوطني لإنعاش التصدير، ووزارة الثقافة، ووزارة التجارة الخارجية، ورجال أعمال مغاربة فاعلين سياحيين واقتصاديين تتارستانيين، وكذا معرض لمنتوج الصناعة التقليدية وفن الطبخ والحرف اليدوية والأزياء الشعبية. كما يحتوي برنامج الأيام الثقافية المغربية على حلقة نقاش حول موضوع "واقع وآفاق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين المملكة المغربية وجمهورية تتارستان الروسية"، وحفل فني تشارك فيه فرق فلكلورية مغربية وتتارية وروسية، إضافة إلى مسابقات فكرية.