توجه عشرات الآلاف من المواطنين القاطنين بتراب عمالة مقاطعات الدارالبيضاء أنفا، منذ الساعات الأولى من يوم أمس الجمعة، إلى مكاتب الاقتراع بتراب هذه الدائرة الانتخابية المحلية، البالغ عددها 598 مكتبا فرعيا، و61 مكتبا مركزيا، للإدلاء بأصواتهم، لاختيار أربعة مرشحين من 21 لائحة متنافسة على المقاعد المخصصة للعمالة. أحد مكاتب التصويت بدائرة أنفا (سوري) وجندت السلطات المحلية كافة الوسائل التقنية واللوجيستيكية، من بينها توفير 66 مؤسسة تعليمية ومهنية، عمومية وخاصة، فضلا عن التعاقد مع عدد من الشباب لعضوية مكاتب التصويت. مواطنون بين الاختيار و"النية" الساعة الثامنة صباحا، موعد افتتاح مكاتب الاقتراع، وجهة الأجندة التي حددتها وزارة الداخلية، مكتب التصويت بمدرسة آمنة بنت وهب، التابع لتراب مقاطعة سيدي بليوط، عشرات الأشخاص توجهوا إلى هذه المؤسسة، التي تضم 20 مكتبا فرعيا للتصويت، منهم من يتجه صوب رمز معين، ومن لم يحدد رمز الحزب الذي سيصوت عليه تقول الحاجة خديجة في حديث ل"المغربية"، "والله يا ولدي ما ختاريت على من نصوت، المهم أنني غادي ندير النية في شي واحد ونتمنى أنه يصاوب لينا الحال"، مقابل ذلك، أبرز كريم، شاب في 23 من عمره، أنه اختار اللائحة التي سيصوت لأجلها لأنه مقتنع بمرشحها، الذي سبق له أن تقلد مناصب انتخابية محلية، مشيرا في الآن ذاته، أنه حان الوقت لإصلاح مجموعة من الجوانب، التي ما زالت عمالة مقاطعات الدارالبيضاء أنفا تتخبط فيها منذ الولايات التشريعية السابقة. أنفا فيها ما يدار وخاص اللي يخدمها غير بعيد عن تراب مقاطعة سيدي بليوط، وبمجموعة مدارس بوركون الخاصة، التي اختارت أن تفتح أبوابها أمام المواطنين في هذا الموعد الوطني، توجه سكان قادمون من المناطق المجاورة، خاصة بوركون، والهجاجمة، والهدف هو اختيار من يمثلهم في الغرفة الأولى للبرلمان لولاية تمتد لخمس سنوات. تقول فتيحة، عاملة بالقطاع الخاص، "دائرة أنفا من الدوائر اللي فيها ما يدار يكفي أنها فيها أكبر البنوك والشركات، وفيها مزيج بين الأحياء الراقية والأحياء الشعبية، وفيها كذلك واحد من أكبر التجمعات ديال دور الصفيح في الدارالبيضاء.. خاص المرشح اللي يختاروه الناس يعمل اللي ما قدروش يعملوه اللي من قبل، حيث الناس عياو من الوعود الكاذبة"، مبرزة أن الدائرة تتوفر على طاقات عدة في مجالات مختلفة. أنفا.. وجوه قديمة وجديدة في المنافسة الساعة تقترب من منتصف النهار، الوجهة نحو تراب مقاطعة المعاريف، وهي ثالث منطقة بدائرة أنفا، بإعدادية ابن حبوس، التي تضم 14 مكتبا فرعيا للتصويت، عشرات من الأشخاص يبحثون عن أرقام تسجيلهم في اللوائح الانتخابية نتيجة عدم توصلهم بإشعار من أجل ذلك. الدائرة الانتخابية في أنفا تعرف منافسة قوية بين مجموعة من الوجوه التي يعرفها المواطن، من بينها وزيرة الصحة ياسمينة بادو، والداعية عبد الباري الزمزمي، ورئيس مقاطعة سيدي بليوط كمال ديساوي، والرئيس السابق للمجلس ذاته يوسف العلوي، فضلا عن البرلماني في الولاية المنتهية، وديع بنعبد الله، والبرلماني السابق عبد الصمد حيكر، ووجوه تدخل غمار المنافسة للمرة الأولى، وهو ما دفع بالمراقبين إلى اعتبارها واحدة من أقوى دوائر العاصمة الاقتصادية.