أرجأت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمراكش، يوم الاثنين المنصرم، محاكمة نصاب يدعى عبد الجليل (ب)، كان أوهم ضحاياه بأنه موظف بالمصالح الاجتماعية والمنظمة العالمية للصليب الأحمر، إلى يوم الاثنين المقبل. لعدم جاهزية ملف القضية، ولمنح مهلة جديدة لدفاع المتهم لمناقشة الدفوعات الشكلية والموضوعية للقضية. ويتابع المتهم الذي كان موضوع مذكرة بحث وطنية في جرائم النصب، وإصدار شيكات دون رصيد، في حالة اعتقال، طبقا لملتمسات وكيل الملك، بتهمتي النصب والاحتيال وانتحال صفة نظمها القانون. وجرى إيقاف المتهم، وهو من ذوي السوابق القضائية، بالقرب من منزل والديه بحي أزلي، بعد الأبحاث والتحريات الأولية، التي باشرتها عناصر فرقة الأبحاث الثالثة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، من خلال مجموعة من الشكايات، التي تقدم بها عدد من الضحايا، الذين وقعوا ضحية نصب واحتيال. وكان المتهم الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن بولمهارز، احترف النصب والاحتيال بعد انفصاله عن وظيفته كإطار بالوقاية المدنية بالدارالبيضاء، التي قضى بها 12 سنة، بسبب رفض الإدارة الاستجابة لطلب تنقيله إلى مدينة مراكش مسقط رأسه، وشرع في استغلال سذاجة مجموعة من المواطنين يجري انتقاؤهم وفق معايير محددة إما لبساطتهم أو توفرهم على مستويات ثقافية عادية أو اجتيازهم لظروف اجتماعية أو صحية معينة، بعد حصوله على معلومات متعلقة بهم عن طريق الجرائد أو ما يروج في الشارع العام، أو الاتصال بهم مباشرة بعد رصد مقرات عملهم أو سكناهم بمختلف مدن المملكة، ويدعي لهم بأنه مبعوث من طرف المصالح الاجتماعية في حالة ما إذا كان الضحية موظف، أو عضو في المنظمة العالمية للصليب الأحمر، إذا كان الضحية المستهدف مواطنا عاديا أو جمعيات خيرية، قبل أن يوهم ضحاياه بأنهم سيحصلون على مأذونيات سيارة أجرة أو تعويضات مالية من إدارات أو وزارات معينة، في حالة تعرض أحد أقاربهم لمكروه أو حادث معين، وعندما يتمكن من التحايل على الضحية ويكسب ثقته، يطلب منه إرسال مبالغ مالية عبر وكالات "وفاكاش" بعدما يحصل على بطاقة تحويل خاصة بالوكالة نفسها، باستعمال بطاقة تعريف أحد الضحايا السابقين. ونجح المتهم، الذي اكتسب تجربة في ميدان النصب، في الحصول على مبالغ مالية متفاوتة بعد تنفيذ مجموعة من العمليات الاحتيالية، والإيقاع بعدد من الضحايا بكل من مدينة مراكش وفاس وتازة والدارالبيضاء وعدد من المدن الأخرى، آخرها العملية، التي وقع ضحيتها والد لاعب الرجاء البيضاوي، الراحل زكرياء الزروالي، عندما بعث له برسالة خطية ادعى له فيها بأنه سيستفيد من مأذونية سيارة أجرة كمساعدة قدمتها له مصالح المساعدات الاجتماعية في أكدال بالرباط عن وفاة ابنه زكريا، وطلب منه إرسال مبلغ 1700 درهم عبر وكالة "وفاكاش" كنفقة ومصاريف لتهييئ ملف حصوله على المأذونية. وكشفت التحقيقات الأولية، التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية مع المتهم، أن الأرقام الهاتفية، التي كان يستعملها في اتصالاته مع الضحايا، كان يحصل عليها من خلال البطاقات الهاتفية، التي تباع بالشارع العام، إذ سرعان ما يتخلص منها بعد استعمالها لفترة معينة من الوقت مخافة افتضاح أمره. ومن بين الضحايا، الذين وقعوا ضحية نصب واحتيال من طرف المتهم، المدعو إبراهيم طراهي، والد الدركي نور الدين، شهيد الواجب الوطني، خلال أحداث مدينة العيون الأخيرة، عندما توجه المتهم مرتديا زي الدرك الملكي إلى منزل الضحية، الذي كان يوجد بمدينة الرباط، بمناسبة نعي ابنه، واتصل بزوجة الضحية، وأوهمها بأنه مبعوث من طرف القيادة العليا للدرك الملكي، وطلب منها بضرورة الاتصال به من أجل التوجه إلى مدينة الرباط للحصول على مأذونية سيارة أجرة منحتها لها مصلحة الشؤون الاجتماعية التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي، بعد ذلك أرسل برقية بريدية مستعجلة إلى أب الهالك فطلب منه ضرورة تحمل تكاليف مالية متعلقة بتسلم المأذونية، وطلب منه إرسال التكاليف، التي حددت في 13 ألف درهم عبر وكالة "وفاكاش".