أكدت لطيفة أخرباش, كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون, اليوم الخميس بلشبونة, أن المغرب يأمل في أن تساهم التغييرات الديمقراطية بدول شمال إفريقيا في تعزيز البناء المغاربي وتسهل الاندماج الإقليمي. وأوضحت أخرباش, خلال منتدى لشبونة 2011 الذي ينظمه مركز شمال-جنوب التابع لمجلس أوروبا تحت شعار "الربيع العربي: خطوة هامة نحو إقرار حقوق الإنسان الكونية", أن المغرب يتوفر على مقاربة جد إيجابية للتحولات الديمقراطية التي أفرزها الربيع العربي والتي قد تتمخض عنه مستقبلا", لكنه "يعتقد أن لكل بلد طريقته ومؤسساته وتجربته الخاصة". وأشارت كاتبة الدولة, التي كانت تتحدث في إطار ورشة "التحول الديمقراطي" المخصصة لبحث التطورات الجارية بمنطقة جنوب المتوسط وتأثير التحولات الجارية بالعالم العربي على العلاقات الجيوسياسية بمنطقة المتوسط, أن المغرب الذي اختار منذ نضاله لنيل الاستقلال نظام التعددية السياسية, تمكن من إنجاح مسلسل التحول الديمقراطي. وقالت أخرباش إن التفاعل الإيجابي للمغرب مع "الربيع العربي" تميز بقيادة المؤسسة الملكية التي أبانت عن انفتاح وحس استباقي, وقامت بإشراك الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في ورش الإصلاح الدستوري, إضافة إلى احترام حرية التعبير والحق في التظاهر. واختتمت أخرباش كلمتها بالتأكيد على أن الديمقراطية المرتكزة على التنمية البشرية وحدها الكفيلة بتحقيق الاستقرار الحقيقي. وجرى حفل افتتاح هذا المنتدى, الذي ينظم على مدى يومين, بحضور على الخصوص, سفيرة المغرب بالبرتغال, كريمة بنيعيش, ومديرة التعاون العلمي والثقافي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون, لمياء راضي. كما شاركت أخرباش في ورشة حول المغرب نشطتها نادية برنوصي, أستاذة القانون الدستوري وعضو اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور, وكذا أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الانسان وعضو بنفس اللجنة. وتروم هذه الورشة تحليل, على الخصوص, المقتضيات الجديدة التي جاء بها الدستور الجديد, والمشهد السياسي غداة انتخابات 25 نونبر الجاري, وعملية إشراك الشباب والنساء والمجتمع المدني في السياسات والحياة العامة, إضافة إلى دور وسائل الإعلام والتواصل في هذا المسلسل. وفي هذا الصدد, قالت السيدة البرنوصي إن المغرب حقق سنة 2011, على عكس بعض دول الجوار, تراكما معياريا ومؤسساتيا, مؤكدة أن الدستور يكرس الديمقراطية ودولة القانون. من جانبها, أكدت السيدة بوعياش أن الربيع العربي وضع المنطقة في قلب الحدث الدولي, وحولها بذلك من مساير للأحداث إلى منتج للتغييرات الهامة, مضيفة أن المجتمع الدولي مدعو لإجراء تغييرات عميقة في محددات ومعايير التعاون الدولي, من أجل مواكبة هذا العالم المتحرك, ومؤكدة أن هذه التغييرات تشكل ضرورة من أجل دعم مسلسل التغيير الذي تشهده المنطقة. ويعد منتدى لشبونة, الذي ينظمه مركز شمال-جنوب التابع لمجلس أوروبا بشراكة مع تحالف الحضارات و"شبكة أكا خان للتنمية", إطارا للحوار وتقاسم التجارب والخبرات بين أوروبا وباقي القارات. وتخصص نسخة 2011 من المنتدى, الذي يرأسه جورج سمبايو, الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات, لتحليل التطورات السياسية الأخيرة بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ويعنى منتدى لشبونة, الذي أحدثه مركز شمال-جنوب سنة 1994, بالقضايا الأساسية المرتبطة بمهام وعمل مجلس أوروبا, والمتمثلة في حقوق الإنسان والديمقراطية ودولة القانون والحوار بين الثقافات. وكان المغرب العضو النشيط في تحالف الحضارات قد انخرط في مركز شمال-جنوب التابع لمجلس أوروبا في يوليوز 2009, ليكون بذلك أول بلد غير أوروبي يحظى بهذا الشرف, كما كان البرلمان المغربي أول مؤسسة تشريعية تحظى بوضع "شريك من أجل الديمقراطية" ممنوح من طرف الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.