أصيب عدد من الركاب، صبيحة أمس الخميس ، بهلع كبير، بسبب الدخان المتصاعد في إحدى مقصورات القطار السريع، الرابط بين القنيطرة والدارالبيضاء ما جعل الركاب يهرولون ويتدافعون من شدة الخوف، وبسبب الاختناق بالدخان، الذي غطى جميع المقصورات، لينزلوا من القطار على بعد بضعة أمتار من محطة تمارة، في انتظار إطفاء الحريق. وبعد نزول الركاب تبين أن الحريق اندلع في جزء سفلي من مقصورة الدرجة الأولى، وتطلب وقتا لإخماده، ليصعد الركاب من جديد إلى القطار مضطرين، وهم في حالة هلع، لأن الدخان كان ما يزال يعم مقصوراتهم، خشية التأخر عن مواعيد عملهم. ولم يصدر أي اعتذار للركاب من طرف العاملين، الذين كانوا يصرخون في وجه مستعملي القطار بأنهم غير مسؤولين عن المشاكل، التي تحدث في القطارات بشكل يومي. وبعد نصف ساعة من التأخير، انطلق القطار ببطء، رغم المخاطر التي ظلت مستمرة، لأنه كان من الضروري إخلاء السكة أمام القطارات الأخرى، خاصة أن السكة لا تتوفر إلا على خطين، واحد للذهاب، وآخر للإياب، وفي حال وقوع حادث، تتأخر جميع القطارات. وفي تصريح ل"المغربية"، قال أحد المشتغلين في المكتب الوطني للسكك الحديدية، كان ضمن ركاب ذلك القطار، إن "المسؤولين لا يزاولون الصيانة اللازمة للقطارات، ولا تهمهم إلا الأرباح، التي تدرها عليهم، خاصة في أوقات المناسبات والأعياد، إذ يتضاعف عدد مستعملي القطارات". وأضاف المتحدث ذاته أن عددا كبيرا من القطارات أصبح غير صالح للاستعمال، ومع ذلك مازالت إدارة السكك الحديدية تشغلها، رغم احتجاجات الركاب على رداءتها، وانعدام النظافة بها، وخلو أغلبها من المستلزمات الضرورية لإطفاء الحريق. ولتوضيح الأمر، اتصلت "المغربية" بالمسؤولين عن المكتب الوطني للسكك الحديدية، لكنها، لم تتلق أي توضيح أو رد. للإشارة فإن مستعملي القطارات الرابطة بين القنيطرة والدارالبيضاء يعانون يوميا من تأخر تلك القطارات، وعدم احترامها للوقت، ولا حتى للركاب، لأن المشتغلين بها لا يكلفون أنفسهم حتى عناء إبلاغ الركاب بأسباب التوقف المتكرر في أماكن خالية، ولطالما نظم مستعملو القطارات وقفات احتجاج في محطات الرباطالمدينة، وتمارة، والدارالبيضاء الميناء، ووقفوا في الخطوط السككية لمنع القطارات من التحرك، بسبب المشاكل الكثيرة التي يتعرضون لها يوميا، في هذه القطارات.