شب حريق في المركب التجاري «أسواق السلام» في مدينة مراكش. وقد اندلع الحريق حوالي الساعة الرابعة من بعد زوال أول أمس الاثنين في مستودع للبضائع، وسارعت إدارة مركب «أسواق السلام»، الواقع على مقربة من محطة القطار، على الطريق المؤدية إلى مدينة أكادير إلى إخراج كل زبنائها وموظفيها من السوق، فيما نقلت سيارة الإسعاف خمسة أشخاص أصيبوا بإغماءات بسيطة. وأرجعت مصادر من الوقاية المدينة أسباب اندلاع الحريق إلى تماس كهربائي داخل مستودع البضائع. وأوضحت مصادر من عين المكان في حديث مع «المساء» إن أحد ضباط الوقاية المدنية، برتبة قبطان، كان يتبضع في المركب التجاري حين انتبه إلى رائحة الحريق، ونبه الموظفين في السوق إلى ذلك، لكن أمام عدم جدية هؤلاء في التعاطي مع أمر الحريق وتزايد الدخان، قام هذا المسؤول بطلب تدخل رجال الوقاية المدنية. وقد اضطر رجال الوقاية المدنية الذي حجوا إلى عين المكان بالعشرات على متن ثلاث شاحنات من الحجم الكبير، مرفقين بسيارتي إسعاف إلى استعمال ولأول مرة جهاز مزود بأشعة خاصة تمكن من الرؤية بوضوح وسط الدخان الكثيف، والتعرف على أمكنة اشتعال ألسنة النيران. وقد استمر إطفاء الحريق في المرة الأولى حوالي الساعة، لكنْ بمجرد ما بدأ رجال الوقاية المدنية يخرجون من مكان الحريق ويسترجعون أنفاسهم، حتى ظهر الدخان في مكان قريب من نافدة إحدى غرف فندق «رياض موغادور»، المشيد فوق المركب التجاري، ليعاود الإطفائيون الدخول إلى مكان الحريق الجديد، لمحاصرته مرة ثانية، وهي العملية التي تكررت مرات عديدة. وظهر رجال المطافئ بعد هذا التدخل في حالة صعبة وهم يذرفون الدموع رغما عنهم، بسبب الدخان الكثيف، رغم وضعهم للواقيات على رؤوسهم ووجوههم. وقد حج إلى عين المكان العشرات من أفراد مختلف الأجهزة الأمنية، وتابع والي الأمن في مراكش ورئيس الشرطة القضائية عمليات التدخل، كما واكبتها أجهزة الدرك الملكي والقوات المساعدة. وعمد أفراد الأمن، سواء شرطة المرور أو التدخل السريع، إلى تنظيم حركة المرور والحفاظ على سلاستها وإبعاد الجمهور المتابِع لعملية تدخل رجال الوقاية المدنية. كما أبعدوا العديد من مستخدَمات المركب التجاري، اللواتي ظهر على بعضهن الهلع والخوف، فيما بدت إحداهن تبكي وهي تسأل عن أحد أقاربها الذي كان موجودا في الداخل أثناء الحريق. ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يكون الحريق في هذا المركب، الذي يعد أحد الأسواق الثلاثة التابعة لمجموعة «أسواق السلام» في المدينة الحمراء، ناتجا عن ضعف إجراءات السلامة وعدم اتخاذ التدابير الكفيلة بالوقاية من مثل هذه الحوادث. وواصل الإطفائيون بذل جهود مضاعفة لإخماد الحريق بشكل نهائي، وهو ما سبب للعديد منهم إجهادا حقيقيا بالنظر إلى صيامهم.