أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أول أمس الثلاثاء، بنيويورك، اختطاف ثلاثة مواطنين أوروبيين بتندوف في جنوب غرب الجزائر، بينما أكد رئيس المركز الأوروبي الاستراتيجي للاستخبارات تورط البوليساريو في العملية. وقال الناطق الرسمي باسم الأممالمتحدة، مارتن نيسركي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن بان كي مون "يدين اختطاف ثلاثة من موظفي المنظمات الإنسانية في مخيم رابوني، قرب تندوف بالجزائر في 23 أكتوبر". وأضاف نيسركي أن الأمين العام يدعو إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الثلاثة، ويشجع جميع الجهود الرامية إلى ضمان الإفراج عنهم". من جهته، أكد كلود مونيكي، رئيس المركز الأوروبي الاستراتيجي للاستخبارات والأمن، الموجود مقره ببروكسيل، أول أمس الثلاثاء، أن اختطاف المتطوعين الأوروبيين (إسبانيان وإيطالية) يفضح بجلاء التواطؤ البديهي بين البوليساريو وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي . وقال مونيكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "هذا الاختطاف لا يفاجئني، على اعتبار أن المركز ندد دوما بالتواطؤ القائم بين البوليساريو وإرهابيي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وأوضح أن هذا العمل المدان يسلط الضوء، أيضا، على المنحى المافيوي والمرتشي والإرهابي لعناصر البوليساريو، مشيرا إلى أن هذا الحادث لا يشكل مفاجأة، في منطقة أصبحت مفتوحة على كل أنواع التهريب. ودعا مونيكي، في هذا الصدد، إلى الحد من بؤر التوتر بالمنطقة بما فيه ذلك، الذي يغذيه البوليساريو الذي "يظل اليوم سرطانا يتعين علاجه، للحيلولة دون تحول المخيمات، التي يسيطر عليها، إلى قاعدة لانتشار الإرهاب والفوضى بهذه المنطقة، التي هي في أمس الحاجة إلى الأمن والاستقرار". وأشار إلى أن تسوية سياسية لقضية الصحراء على أساس مخطط الحكم الذاتي، المقترح من قبل المغرب، من شأنها أن تخفف من حدة التوتر في المنطقة، وتمكن، بالتالي، من "إخلاء هذه المخيمات (بتندوف)، التي هي فضاء للرعب، حيث يعيش السكان بشكل مأساوي". شبكة الصحراويين بإفريقيا تدين اختطاف المتطوعين الأوروبيين في تندوف من جهتها، نددت شبكة الصحراويين بإفريقيا من أجل دعم مقترح الحكم الذاتي بشدة اختطاف الأوروبيين الثلاثة، وشجبت بالمخاطر الأمنية والإرهاب الخطير، الذي تمثله هذه المنطقة لمجموع منطقة شمال إفريقيا. وقال بلاغ للشبكة إنها "تندد بشدة اختطاف ثلاثة أوروبيين قرب تندوف، على الأراضي الجزائرية، وتعبر عن دعمها لعائلاتهم". وأضاف البلاغ، الذي نشر في دكار، بالسنغال، أن الشبكة "أثارت الانتباه، في العديد من المناسبات، إلى عدم استقرار هذه المنطقة (تندوف)، التي تمثل خطرا وتهديدا كبيرا لكل المنطقة الشمال إفريقية، وأن المجموعات الإرهابية للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تجد في هذه المنطقة من النزاع أرضية خصبة لتنغرس فيها، وتمول وتنمي أنشطتها الإرهابية". وأشار البلاغ إلى أنها " كبلد استقبال للبوليساريو، فإن الشبكة تدعو الجزائر إلى تحمل كامل مسؤولياتها أمام هذه الوضعية في تندوف، التي ما فتئت تتفاقم مع تنامي المجموعات المسلحة، التي تتعاطي لكل أشكال التهريب والأنشطة الإجرامية". كما دعت المجتمع الدولي إلى التدخل بشكل عاجل، من أجل التوصل إلى حل نهائي للنزاع المصطنع للصحراء والذي يمر، أساسا، عبر تنفيذ المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية للمملكة. وتأسست شبكة الصحراويين المقيمين بإفريقيا في سنة 2009 بدكار، بهدف تعبئة المهاجرين الصحراويين في مختلف بلدان إفريقيا جنوب الصحراء لصالح المقترح المغربي للحكم الذاتي والتعبير، والتأكيد لدى بلدان الاستقبال على تشبث الصحراويين بهذا المقترح، الذي يشكل السبيل الأكثر مصداقية لتسوية دائمة للنزاع المفتعل بشأن قضية الصحراء المغربية. الصحافة الإسبانية تكشف النقاب عن تطور الإرهاب بسبب البوليساريو أكدت الصحيفة الإلكترونية "إيل كونفيدينثيال" الإسبانية، أول أمس الثلاثاء، أن تراخي الجيش الجزائري في مراقبة مخيمات تندوف، بسبب تكثيف وجوده بشوارع الجزائر، مخافة انتقال عدوى الثورة التونسية، قد يكون السبب وراء تسلل عناصر من "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إلى مخيمات "البوليساريو". وأبرزت الصحيفة الإلكترونية الإسبانية أن خبراء متخصصين في مكافحة الإرهاب حذروا من "موجة من عمليات اختطاف المواطنين الغربيين على يد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بسبب توالي الانتفاضات في العالم العربي. وبعد أن أشارت إلى تأثير الثورات العربية على شبكات "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أبرزت صحيفة "إيل كونفيدينثيال" أن "مراقبة الحدود تراجعت، بسبب تعزيز وتقوية الأمن في المدن الكبرى، ما مكن هذا التنظيم الإرهابي من الرفع من قدراته وتوسيع أنشطته"، مؤكدة أن "هذا المعطى الجديد يفسر عملية اختطاف المتطوعين الإسبانيين والمواطنة الإيطالية، فجر يوم الأحد الماضي في مخيمات تندوف، التي توجد تحت رقابة البوليساريو بدعم من الجيش الجزائري". وأبرزت الصحيفة، استنادا إلى الخبراء المتخصصين في مكافحة الإرهاب، أن هذا المعطى ينطبق بشكل ملموس على حالة الجزائر، مذكرة أن "الحكومة الجزائرية ملأت شوارع البلاد بعناصر من الشرطة والجيش لوقف عدوى الثورة التونسية". وأشارت الصحيفة الإلكترونية "إيل كونفيدينثيال" الإسبانية إلى أن هذا القرار مكن عناصر من "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" من التسلل إلى مخيمات "البوليساريو" بتندوف وتنفيذ عملية اختطاف المتطوعين الثلاثة. وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة الإلكترونية الإسبانية إلى أن الخبراء تساءلوا كيف تمكن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" من دخول المخيمات في تندوف بجنوبالجزائر وهي منطقة تعتبر الأكثر مراقبة في منطقة الساحل-الصحراء، وتنفيذ عملية اختطاف ثلاثة متطوعين غربيين. من جهته، كان الموقع الإعلامي "إينبريميثيا" الإسباني أكد، الاثنين المنصرم، أن مرتكبي عملية اختطاف المتطوعين الغربيين الثلاثة، تلقوا مساعدة من قبل عناصر من "البوليساريو"، موضحا أن "القيام بعملية الاختطاف وتنفيذها لم يكن ليكتب لها النجاح، دون الحصول على دعم من داخل" مخيمات "البوليساريو". وأبرز الموقع الإعلامي أن "تمكن الخاطفين الذين كانوا يرتدون زيا عسكريا من اختراق منشآت تخضع لرقابة محكمة من قبل ميليشيات "البوليساريو" على متن سيارات ذات الدفع الرباعي، دون أن يلاحظ أي أحد ذلك، والقيام بعد ذلك باختطاف ثلاثة متطوعين دون مقاومة، يوحي بأن مرتكبي عملية الاختطاف، التي لم تتبناها أية جهة لحد الآن، تلقوا مساعدة من قبل عناصر من البوليساريو". وأكد الموقع الإعلامي الإسباني، استنادا إلى مصادر عسكرية جزائرية، أن تحرك الخاطفين بسهولة كبيرة في هذا المخيم، الذي يطلق عليه اسم "الرابوني" مقر القيادة العامة للبوليساريو، ومعرفتهم بالتفاصيل الدقيقة لمكان الاختطاف يدل على أن الخاطفين تلقوا دعما من داخل المخيمات، مع العلم أن هذه المخيمات تحظى بمراقبة صارمة من قبل الجيش الجزائري وميليشيات "البوليساريو".